استعدادًا لحلول عام 2015، ألقى الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، خطابًا تلفزيونيًّا للأمة. صحيح أن الخطاب تطرق إلى المواضيع الاقتصادية والخوف من أن فرنسا على شفا أزمة اقتصادية، ولكن تطرق هولاند أيضا إلى الحرب ضد العنصرية الآخذة بالازدياد في فرنسا.
“قررتُ أن تتصدر الحرب ضد العنصرية ومعاداة السامية سلم الأفضليات الوطنية”، قال هولاند، ويذكّرون في أوروبا أنه يُحظر على الفرنسيين أن يذكروا تاريخهم، حيث تم في الحرب العالمية الثانية إرسال يهود إلى معسكرات إبادة تابعة للألمان.
تحدث هولاند عن العنصرية المتفاقمة في فرنسا، وشدد في خطابه على محاربة الحركات الخطيرة والشعبوية. وبذلك، يُلمّح إلى اليمين المتطرف برئاسة ماري لوبان، الآخذ بالازدياد في السنوات الأخيرة.
تعيش في فرنسا الفئات السكانية اليهودية والإسلامية الأكبر في أوروبا، وهي تُشكل هدفا للتحقير والضرر من قِبل فئات سكانية مختلفة في فرنسا، وخاصة المجتمع اليهودي الذي يشعر بالمطاردة وتحديدا في السنوات الأخيرة. قبل شهر فقط، تمت مهاجمة، سرقة واغتصاب زوج يهودي بطريقة هزت الدولة كلها وحتى أوروبا، وقد أعلنت السلطات الفرنسية أن الحديث عن عملية على خلفية عنصرية.
حدثت الحادثة الأخطر ضد اليهود قبل نحو ثلاث سنوات خلال شهر آذار 2012. قتل شاب مسلم جزائري، كان على علاقات مختلفة مع تنظيم القاعدة، ثلاثة أولاد (يبلغون من العمر 3، 6، و 8 سنوات) في مدرسة يهودية في مدينة تولوز، في حادثة هزت العالم بأكمله.
خلال الصيف الأخير، أثناء الحرب في غزة (عملية “الجرف الصامد”)، ازداد الهجوم العشوائي ضد اليهود في أنحاء فرنسا، ولذلك فهم لا يشعرون بالأمان. وفق المعطيات، رغم أن المجتمع اليهودي يُشكل أقل من 1% من السكان الفرنسيين، فإن 40% من حالات الهجوم العنصري في فرنسا قد تمت ضد أهداف يهودية. إضافة إلى اليهود، تُظهر المعطيات أن المسلمين والأشخاص ذوي الجلد الفاتح في فرنسا يعانون أيضا من ازدياد في المؤامرات ضدهم على خلفية عنصرية.
تُسمع في ألمانيا أصوات شبيهة أيضا. أعلنت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أيضا استعدادًا للعام الجديد أنها ستحارب العنصرية، والتي بدأت ترفع رأسها في الدولة في الفترة الأخيرة. قبل أقل من شهر، تظاهر نحو 17,000 شخص في درسدن ضد “الدعوة إلى الإسلام من قبل الغرب”، في مظاهرة يعتبرها الكثيرون مظاهرة عنصرية.