قبل سبعين عاما، في سن الخامسة عشر فقط، لاقت الطفلة اليهودية آن فرانك حتفها في معسكر العمل الألماني “برجن بلسن”. والآن يكشف لنا بحث جديد أنه من الممكن أن تاريخ وفاتها المقدّر حتى يومنا هذا، ليس صحيحًا، وأنها في الحقيقة توفيت نتيجة مرضى التيفوس قبل نحو شهر من التاريخ المعلن عن وفاتها.
وكما تبيّن من خلال الأبحاث التي أجريت حتى الآن واعتمدت على الكتاب الشهير “مذكرات آن فرانك”، فقد توفيت فرانك نتيجة حمى التيفوس قبل أسبوعين فقط من تحرير المعسكر على أيدي الروس في تاريخ 31 آذار عام 1945. إن قرب تاريخ وفاتها من تاريخ تحرير المخيّم كان حتى يومنا هذا مدعاة للحسرة والألم حيث كانت آن فرانك قاب قوسين أو أدنى من النجاة.
وتشير أبحاث جديدة قادها متحف “بيت آن فرانك” اعتمدت على دراسة من جديد لتقارير الصليب الأحمر ولشهادات الناجين من المعسكر، إلى إمكانية وفاة آن فرانك وأختها الكبيرة مارغو قبل شهر على الأقل من التاريخ المعروف.
في عام 1944، تم العثور على آن فرانك وعائلتها في مكان اختبائهم في أمستردام، وتم اقتيادهم من هناك إلى معسكر الإبادة “أوشفيتس-بيركناو”. حيث تم فصل أنا وأختها عن سائر العائلة، واقتيدتا للعمل الجبري في “برجن بلسن”. وتصوّر شهادات الناجين الحياة في المعسكر كحياة صعبة إلى أقصى الحدود، فقد نامت الأختان في أسرّة مكتظة، مليئة بحشرات القمل، دون ماء أو طعام.
ويعلل باحثو المتحف أنّ فرانك كانت معرّضة لهذا المرض خلال فترة طويلة، وأن أعراض المرض كانت قد ظهرت عليها وعلى أختها منذ بداية شهر شباط. ويضيف الباحثون أن غالبية حالات الوفاة نتيجة حمى التيفوس حصلت بعد مدة أقصاها 12 يوما منذ ظهور الأعراض الأولية للمرض، ولذلك، من غير المحتمل أن تبقى آنا وأختها على قيد الحياة حتى شهر آذار كما قيل.
ولا يزال الغموض يحيط التاريخ الدقيق لوفاة آن ومارغو فرانك.