بعد أن نقلت صحيفة “نيوزويك” الأمريكية في الأسبوع الماضي عن مسؤولين زعموا أنّ إسرائيل “تجاوزت الخطوط الحمر” بأعمال تجسّسها في الولايات المتحدة، وبعد أن اشتكت إسرائيل بشدّة على الإعلان ونفتْ بشكل تامّ ما نُسب لها؛ تنشر الآن مزاعم جديدة بخصوص التجسّس الإسرائيلي على أراضي الصديقة رقم واحد.
وتذكّرنا الاتهامات الحالية والتفصيلية بنمط أفلام التجسّس الهوليوودي. إحدى القصص الجديدة هي حول الأحداث التي جرت قبل 16 عامًا خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي حينذاك، آل غور، لإسرائيل. يتحدّث التقرير بأنّ وكيلا أمريكيًّا كان قد بقي بقرب نائب الرئيس وكان وحده في غرفة الحمام فسمع ضجيجًا في فتحة التهوئة، وانتبه بأنّ هناك من يحاول الخروج من الفتحة. وفقا للكلام، فقد لاحظ الوكيل الشخص الذي يحاول الخروج من الفتحة. سَعَلَ الوكيل، فصعد الجاسوس عائدًا في أنبوبة التهوئة، وهرب.
وأفاد التقرير كذلك إنّ إسرائيل حاولت استدراج مسؤولين أمريكيين كي ينقلوا إليها معلومات بواسطة تكتيكات استدراج مختلفة. نفس الشخص الذي تحدّث عن حدث زيارة نائب الرئيس غور، أضاف بأنّه حين خطب هو نفسه في مؤتمر في واشنطن توجّه إليه الملحق الاقتصادي الإسرائيلي وأقنعه بزيارة إسرائيل بتمويل إسرائيلي كامل.
نقلت الصحيفة في التقرير قول المسؤول: “هدف الإسرائيليين هو جلب عملاء أمريكيين لإسرائيل، ثم منحهم النبيذ والوجبات والفتيات وفحص نقاط ضعفهم. بعضهم تلقى المخدّرات، النساء اللواتي يأتين إلى الغرفة ويحاولن معك كلّ شيء”.
ووفقًا للتقرير، فإنّ الإدارة الأمريكية قد وبّختْ في بعض الأحيان ممثّلين إسرائيليين في أعقاب قضايا تجسّس من هذا النوع، لكنها لم تتخّذ خطوات بعيدة المدى بسبب الضغوط التي يمارسها اللوبي اليهودي – الأمريكي على مسؤولي الحكومة الأمريكية. وكما ذُكر فإنّ المسؤولين في إسرائيل كانوا قد اتّهموا في الأسبوع الماضي التقرير السابق في مجلّة صحيفة “نيوزويك” بأنّه مصاب بمعاداة السامية.
وقد سارعتْ إسرائيل، بطبيعة الحال، في نفي جميع الاتّهامات. وقال وزير الشؤون الاستراتيجية، يوفال شتاينيتس، إنّها محاولة لتخريب العلاقات الممتازة بين الدولتين، وأضاف إنّه سيناقش الأمر مع رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي. وقد عرّف بعض المعلّقين الإسرائيليين ذلك التقرير بأنّه “مجموعة من القصص الخيالية”، وادّعوا بأنّ الأمريكيين ينسبون النوايا الخبيثة لإسرائيل.
على هذه الخلفية، فسيزور وزير الدفاع الأمريكي، تشاك هاغل، إسرائيل في الأسبوع القادم. سيناقش هاغل مع المسؤولين الإسرائيليين رفع مستوى منظومات الدفاع الإسرائيلية ضدّ الصواريخ، وسيزور الأردن والسعودية أيضًا.