بدا واضحا في الأيام الأخيرة دعم دولة قطر لحركة حماس في قطاع غزة، خاصة عبر قناتها الفضائية المشهورة في العالم العربي، الجزيرة، حيث تخصص الجزيرة تغطية إعلامية مكثفة للأحداث في غزة، حارصة على عرض صورة منحازة لحماس ومقاومتها. وبعد تبنيها شعار “غزة تقاوم” على شاشتها، أشار متابعون إسرائيليون للإعلام العربي إلى أن الجزيرة أصحبت الناطقة باسم حماس ومواقفها.
ولاحظ مشاهد القناة القطرية في الأيام الأخيرة أنها كثفت على نحو ملحوظ من النشرات المخصصة لتغطية الأحداث في قطاع غزة، حتى أنها انتقلت إلى “موجة مفتوحة” لنقل الصور من غزة عبر مراسليها هناك. ويحرص مراسلا الجزيرة في غزة، وائل الدحدوح وتامر المسحال، على بث الصور القاسية للدمار والمصابين، حيث يقضي المسحال جل تغطيته من مستشفيات غزة. وشددت الجزيرة على تسمية أحداث حي الشجاعية بأنها “مجزرة”.
ويقول متابعون إسرائيليون مطلعون على الإعلام العربي إن الجزيرة عادت إلى نهجها المنحاز ضد إسرائيل ومع حماس، حركة تابعة للإخوان المسملين، كما فعلت في السابق خلال عملية “الرصاص المصبوب” وعملية “عمود السحاب”، وقال هؤلاء إن لا فرق بين قناة الجزيرة في هذه الأيام وتلفزيون الأقصى التابع لحماس.
ولكي لا تُفرط القناة في انحيازها لصالح غزة، تقوم بين حين وآخر ببث مقابلات مع مسؤولين إسرائيليين، لكن بأسلوبها الخاص، حيث يقوم مقدمو الجزيرة بمهاجمة المتحدثين الإسرائيليين في كثير من الأحيان. وبين الوجوه التي ظهرت في الأسابيع الأخيرة على شاشة الجزيرة، رئيس الشاباك في السابق، آفي ديختر، ومنسق العمليات في الأراضي الفلسطينية، يوأف مرديخاي، والناطق باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، آفيحاي ادرعي.
وتتبنى الجزيرة مواقف حماس ومصطلحاتها، فعلى سبيل المثال تهاجم النظام المصري برئاسة عبد الفتاح السيسي، وتتهمه بأنه لا يقدم كثيرا من أجل الفلسطينيين في غزة. وعبّر عن هذا الموقف القيادي في حركة حماس، محمد نزال، الموجود في قطر، وضيف دائم في هذه الأيام على الجزيرة، والذي “طالب مصر بأن تصحح موقفها بما يتناسب مع موقعها في قيادة الدول العربية، مستنكرا أن تكون في موقف المهادن لإسرائيل”.
وتعكس المواقف التي تشدد على عرضها الجزيرة من مصر التوتر السائد في العلاقات بين قطر ومصر، وقد تردد اسم دولة قطر في الأيام الماضية بأنها الجهة التي تمنع من حماس قبول المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار من دون شروط أولية مع إسرائيل.
ويذكر أن الجزيرة فقدت من هيبتها الإعلامية في السنوات الأخيرة في أعقاب انحيازها الصارخ لحركة الإخوان المسلمين خلال الانقلابات التي شهدتها المنطقة فيما سمي “الربيع العربي”. واتهمت جهات سياسية وغير سياسية قناة الجزيرة، ومن يقف خلفها، بوقوفها مع حركة الإخوان المسلمين وتوظيف كل الطاقات من أجل إبقائها على الساحة السياسية رغم التحولات التي أدت إلى ضعفها في المنطقة، ولا سيما عزل الرئيس محمد مرسي في مصر وصعود عبد الفتاح السياسي إلى سدة الحكم.