تضع العاصفة التي تضرب منطقتنا هذا الأسبوع والمصحوبة بالرياح الشديدة، البرد القارس والثلوج في المناطق المرتفعة، تحدّيات صعبة أمام الجيش الإسرائيلي. فبدءًا من التدريبات البسيطة وصولا إلى العمليات الأكثر سريّة وحساسية، يحتاج الجيش إلى عيون مفتوحة قادرة على تنبّؤ الظروف الجوية التي ستضطرّ القوات إلى العمل فيها، وفي الأسبوع الحالي فإنّ نشاطها أكثر تعقيدا ومضاعفة.
وقد تحدّثنا مع قائدي أنظمة الأرصاد الجوية لسلاحين من الأسلحة الأكثر أهمية في الجيش الإسرائيلي، وهما سلاح الجوّ وسلاح البحرية. بقيت أسماء القادة سرية حفاظا على السرية التي أجريَت فيها المقابلة. كلاهما حاصلان على تأهيل أكاديميّ خاصّ في الجامعات الإسرائيلية، وكلاهما يقدّمان النشرة الجوّية الرسمية لقادة السلاحين. تعمل غرف الحالة التي يشغّلونها على مدار الساعة أسبوعيا.
تشكل مواجهة ارتفاع الأمواج في سلاح البحرية، التحدّي الأكبر. يمكن أن يؤدي التنبّؤ غير الصحيح في هذا المجال في نهاية المطاف إلى الغرق في قلب البحر. قال قائد قسم الأرصاد الجوية في سلاح البحريّة: “علينا الاستعداد جيّدا لكل حالات الطقس. يعمل سلاح البحريّة في مساحة كبيرة جدا، ويصل إلى الكثير جدّا من النقاط التي لا يمكنني تفصيل جميعها. علينا أن نقدّم النشرات الجوية لكل مكان تعمل فيه قواتنا”.
وأضاف القائد: “كانت الحادثة الأكثر شهرة هي السيطرة على سفينة الأسلحة الفلسطينية “كارين إيه” في البحر الأحمر. بفضل تحذير مركز الأرصاد الجوية تم تقديم السيطرة عليها في وسط البحر، لأنّها قد بدأت رياح شمالية قوية. لو لم يتم تلقّي النشرة، فكما يبدو لم تكن لتنجح القوات في السيطرة عليها”.
بالمُقابل، يجتاز خبراء الأرصاد الجوية في سلاح الجو تأهيلا هاما يتعلق بعمل مختلف أنواع الطائرات، بحيث يمكنهم ملاءمة توقّعاتهم مع النشاط العمليّاتي لسلاح الجوّ. أوضح قائد مركز الأرصاد الجوية في سلاح الجوّ مدى المسؤولية الملقاة على المنظومة، قائلا: “قد يؤدي ذلك إلى تحطّم طائرة في الحالات الأكثر خطورة. ولكن في الحالات التي تسودها العواصف أيضا فإن سلاح الجو قادر على العمل، وعلى تحقيق غاياته”. وأضاف: “إذا كانت هناك مهمة يتعين على سلاح الجوّ تنفيذها، فسيفعل ذلك. تجعل نشرتنا الجوّية سلاح الجو يختار البديل المناسب لتنفيذ المهمّة”.