ثمة عادة بارزة في العيد الذي يُحتفل به اليوم في إسرائيل، عيد “لاج بعومر”، هي إيقاد المشاعل.
قرب هذه المشاعل، يجتمع الأطفال، الشبّان، والبالغون، ويذهبون في رحلات أو يقومون بشيّ اللحم، ويُعِدّون البطاطا المحمّصة. يستمرّ إيقاد بعض المشاعل حتى ساعات الصباح الباكرة.
لمَ يحتفل الإسرائيليون بهذا العيد، ومن الذي ينزعج من ذلك؟
للعيد تفسيران: أحدهما مؤسَّس على حدث تاريخيّ من حقبة المشناة في اليهوديّة – ثورة بار كوخبا. وفق هذا التفسير، أشعل المتمردون منارات على رؤوس الجبال للإبلاغ عن اندلاع الثورة، ومنارات “لاج بعومر” هي ذكرى لتلك المشاعل.
التعليل الآخر مرتبط هو أيضًا بشخصية من الحقبة نفسها – الحاخام شمعون بار يوحاي – لكنّ المصدر يعود إلى ما قبل ذلك بنحو 1300 عام. ففي القرن السادس عشر، أجرى مشعوذو صفد الاحتفال والإيقاد في ليلة “لاج بعومر” على قبر شمعون بار يوحاي على جبل الجرمق الذي يقع غربي الجليل. وسرعان ما أضحت هذه العادة الحدث المركزي في “لاج بعومر”.
ثمة من يعتقد أنّ “لاج بعومر” يمثل انتصار رجال بار كوخبا على الرومان، ولذلك حُدّد يوم فرح، يوقفون اليهود فيه مظاهر الحداد في تلك الفترة. فضلًا عن ذلك، تبنّت الحركة الصهيونية العلاقة التاريخية بين “لاج بعومر” وبين ثورة بار كوخبا، وحوّلتهما إلى جزءٍ من الصراع من أجل النهضة القوميّة اليهودية.
كان هناك من ذكر العلاقة بين عادات العيد وعادات عيد وثني أوروبي قديم – عيد القدّيسة والبورج – الذي يحلّ في نفس الفترة من السنة، والذي تشمل عاداته إيقاد مشاعل وإحراق فزّاعات خشبيّة.
العادة الأخرى البارزة في هذا اليوم هي إعداد أسهُم وأقواس، والتدرّب عليها قربَ المشعل. أحد التفسيرات هو أنّ هذه العادة مرتبطة بثورة بار كوخبا، التي جرت في الفترة التي كان فيها السهم والقوس السلاحَ المركزيّ في المعركة.
لعدد المشاعل الكبير في “لاج بعومر” عدّة آثارٍ جانبيّة غير لطيفة مثل الحرائق وتلوّث الهواء، كما أنّ حروقًا وجروحًا تحدُث في حالات كثيرة. وبطبيعة الحال، يشكّل الدخان إزعاجًا للذين لا يحتفلون بالعيد في إسرائيل.