في كل عام مع بداية الخريف يحتفل اليهود بعيد العُرش. أهم ما يُقام به في العيد هو بناء عريشة – مبنى مربع مؤقت، جدرانه مصنوعه غالبا من القماش أو الخشب، ومغطى بسقف من سعف النخل يمكن من خلاله رؤية النجوم. خلال العيد، الذي يستمر سبعة أيام، يأكل اليهود في العريشة، يصلون، وينام بعضهم فيها أيضا. قبل العيد وخلاله، يحضر الأولاد عادة زينة، حبال ورقية ورسومات، لتعليقها على الخيمة، التي تبدو ملوّنة وفرحة.
يُحتفل بعيد العُرش (بشكل مماثل لعيد الفصح)، في ذكرى “خروج مصر”، حين ترك بنو إسرائيل مصر وجالوا في الصحراء لأربعين عاما – وحينها جلسوا في عُرش لأنّهم لم يستطيعوا أن يبنوا مساكن دائمة لهم.
عيد العُرش هو أحد “المناسك الثلاثة”، وهي أعياد كان واجبا فيها على بني إسرائيل الحج إلى الهيكل في القدس عندما كان ما زال قائما. ومن المعتاد اليوم أيضا الحج في أيام العيد إلى القدس وزيارة حائط المبكى، وهو أحد البقايا القليلة من الهيكل في القدس.
سُمي هذا العيد أيضا بـ “عيد الحصاد”، وهو اسم يشير إلى الطابع الزراعي للخريف، الذي يصادف في فترة ينتهي فيها جمع الحبوب من الحقل، وأيضا تنتهي فترة حصاد العنب التي يتم فيها تحضير النبيذ. وفقا لشواهد عديدة، ففي تلك الفترة من العام كان من المعتاد الاحتفال بنهاية الحصاد حتى قبل اليهودية.
اليوم الأول من العيد هو يوم مقدس، تقام فيه مآدب وصلوات خاصة ويحظر فيه القيام بأي عمل. أما بقية أيام العيد فهي أيام “عادية” ويقتنص الإسرائيليون فيها حالة الطقس المعتدلة في بداية الخريف للقيام بالرحلات، زيارة أفراد العائلة، وكما ذكرنا، زيارة القدس.
بخلاف بقية الأعياد اليهودية، لا يتميز عيد العُرش بمأكولات خاصة، ولكن هناك تبريكات خاصة يجب القيام بها. أحد مميّزات هذا العيد هو “الأصناف الأربعة” – سعف النخل (غصن مغلق من شجر النخل)، والأترج، أغصان من الصفصاف، والآس ، والتي تستخدم في الطقوس والصلوات في أيام العيد السبعة.
ومن المعتاد أيضا مباركة “الأصناف السبعة”، وهي الخضار والفواكه التي تُبارك أرض إسرائيل: القمح، الشعير، العنب، التين، الرمان، الزيتون والتمر.