يوم ليس سهلا في إسرائيل: في ساعات الظهر هبطت في إسرائيل البعثة العسكرية التي سافرت إلى تركيا لإعادة الجرحى والقتلى إلى البلاد والذين أصيبوا في العملية الإجرامية أمس (السبت). إلى جانب القتلى الإسرائيليين الثلاثة، فقد كان على متن الطائرة خمسة جرحى كانت إصاباتهم متوسطة حتى حادّة. وأقيمت في مطار إسطنبول، قبل مغادرة الطائرة، مراسم لذكرى قتلى العملية الإرهابية بحضور أسر القتلى.
منذ ورود خبر العملية أمس تجري في إسرائيل نقاشات يقظة حول دوافع العملية، والسؤال المتكرر هو هل تم توجيه هذه العملية بشكل حصري ضدّ الإسرائيليين، أم أن الإسرائيليين قد تواجدوا في المكان بمحض الصدفة فحسب.
وفي ساعات الصباح قالت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلية، تسيبي حوتوفلي، تشير التقديرات إلى أنّ العملية لم توجّه ضدّ الإسرائيليين، وإنّه لا توجد معلومات تؤكد ذلك. في المقابل، ادعى يعقوب حجوئل، رئيس قسم النشاطات في إسرائيل والنضال ضدّ معاداة السامية في الوكالة اليهودية، أنّه ليس لديه شك أنّه قد كانت هناك نيّة سيئة للإضرار باليهود: “يشجع أردوغان وأعضاء البرلمان في تركيا أولئك الإرهابيين على الإضرار باليهود لكونهم يشاركون في مؤتمرات معادية للسامية. ولا شكّ أن ذلك الإرهابي كان قريبا من الإسرائيليين، وسمعهم وهم يتحدثون باللغة العبرية وحينها فقط شغّل العبوّة. بالنسبة له فقد أراد إيذاء اليهود والإسرائيليين”.
وفي هذه الأثناء، بدا أنّ العملية التي أصيب فيها الإسرائيليون قد ساهمت تحديدا في جهود المصالحة بين إسرائيل وتركيا والتي هي مستمرة منذ زمن طويل، بعد صراع بدأ عام 2010 مع سيطرة الجيش الإسرائيلي على الأسطول الموجه إلى غزة. وعُلم اليوم أنّه من المرتقب أن يلتقي المدير العامّ لوزارة الخارجية الإسرائيلية، دوري غولد، في تركيا مع نائب وزير الخارجية التركي، فريدون سينيرلولو، والذي يترأس فريق التفاوض لمحادثات المصالحة.
وكادت تحدث أمس أزمة دبلوماسيّة صغيرة، عندما غرّدت إيرام أطقاس، المسؤولة عن مجال الإعلام الرقمي في الحزب التركي الحاكم، وعضو البرلمان نيابة عن الحزب، في أعقاب العملية في تويتر وكتبت تقول: “أتمنى أن يموت جميع الجرحى الإسرائيليين الذين أصيبوا في العملية”. وقد أثارت هذه التغريدة المعادية للإسرائيليين عاصفة قاسية في مواقع التواصل الاجتماعي، وبعد وقت قصير من ذلك تم حذفها. وطالبت إسرائيل بإدانة هذه التصريحات، ومن ناحيته فقد طرد الحزب الحاكم أطقاس.