من المستفيد من هجمات باريس؟ يمكن أن تثير جملة كهذه، والتي تغرق مواقع التواصل الاجتماعي منذ ليلة يوم الجمعة والتي قُتل فيها 129 شخصا في باريس، أفكارا كثيرة. ولكن يجب الاعتراف أنّ معظم هذه الأفكار وهمية. كما هو متوقع في مثل هذه الحالات، كما في عمليات 11.9.2001، تستيقظ فورا سلسلة من نظريات المؤامرة التي تفسّر الكارثة تفسيرا بديلا.
منذ الأمس يتم طرح العديد من النظريات السخيفة حول سلسلة العمليات الإجرامية في العاصمة الفرنسية. نعرض ثلاثا منها، ولكن قراءتها، كما نحذّر، هي على مسؤوليّتكم الشخصية فقط. نحن في هيئة تحرير “المصدر” بطبيعة الحال لا نؤمن بها، ونعتقد أنّ هذا الإجرام هو عملية حقيرة ارتكبها تنظيم إرهابي.
- الإسرائيليون: المشتبه به الدائم
في كل مرة يحدث فيها حدث استثنائي، هناك من يحرص على اتهام اليهود أو الإسرائيليين، وعادة أجهزة الاستخبارات والتجسس الإسرائيلية. طرحت إحدى مؤسسات حركة “غزة حرة” إمكانية أن يكون رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مشاركا في العمليات الإرهابية الفظيعة ردّا على أمر وسم منتجات المستوطنات الذي أمر به الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع.
كتبت ماري يوز تومبسون مقالا في حسابها على تويتر: “لم أتهم إسرائيل بالمشاركة، ولكن مع ذلك فإنّ بيبي (نتنياهو) غاضب من مقاطعة المستوطنات الأوروبية. إذن فمن يعلم؟”.
وليست هذه هي المرة الأولى التي توجه فيها تومبسون اتهامات كاذبة ضدّ إسرائيل. فقد افترضت في الماضي أنّ الموساد الإسرائيلي يقف خلف قتل صحفيي هيئة تحرير صحيفة “شارلي إيبدو”. ولاحقا أوضحت أنّها لا متأكدة تماما أنّ إسرائيل تقف خلف العمليات.
وكرّرت الصحف الإيرانية المحافظة، التي تُكثر من النظر إلى داعش نظرة وكأنها صنيعة أيدي إسرائيل، هذا الادعاء في سياق عمليات باريس أيضًا.
- بشار وإيران
أما من سارع أكثر من الجميع إلى إدانة العمليات الفظيعة في باريس فهم زعماء المحور الإيراني الشيعي في المنطقة، الذين فرحوا من فرصة الحطّ من قدر أعدائهم. لا شك أن بشار الأسد، وحسن نصر الله يستمتعان الآن بفرصة عرض المسلمين السنة بصفتهم أعداء العالم الغربي، وعرض أنفسهم بصفتهم مخلّصين يحاربون الإرهاب في سوريا منذ خمس سنوات تقريبًا.
لقد جعل هذا الأمر الكثيرين يتساءلون هل يقف المحور الإيراني والأسد وحزب الله خلف هذه العمليات، بشكل يسمح لهم بزيادة قوتهم في الحرب الأهلية السورية. ولذلك اختيرت تحديدًا عاصمة فرنسا، الدولة الأكثر عداء لنظام بشار الأسد، كهدف للهجمات. وقال الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي الشيخ محمد علي الحسيني إن “ما جرى في باريس ومن قبله من اعتداء إنما يدل على مدى وجوب دفع الضريبة الدموية بالنسبة لفرنسا من أجل وقوفها الحازم في سوريا وهو عدم بقاء الأسد في الحكم لا في المرحلة المؤقتة ولا في المرحلة المستقبلية”.
- هجمة معروفة مسبقا؟
كما يحصل دائما في مثل هذا النوع من الأحداث، هناك من يعتقد أنّه كان يمكن التنبؤ بالهجمة مسبقا. وهذه المرة انكشف التنبؤ بمنتدى شبابي فرنسي، وكُتب في 26.9.2014. كتب المستخدم “Encore1Ban” منذ ذلك الحين: “13 تشرين الثاني. نعم، ستحدث سلسلة من الهجمات، وتاريخها منشور فعلا. انتبهوا لجميع المواصلات العامة: الطائرات، القطارات، قطارات الأنفاق. لدي مصادر خاصة بي”.
أثار النقاش الذي طرحه شخص غير معروف في اليومين الماضيين اهتماما كبيرا. ومع ذلك، هناك من قال بما أنّ الكلام قد كُتب في أيلول عام 2014، فمن الممكن أن الكاتب قد تنبّأ بخصوص تشرين الثاني لنفس العام، وليس تشرين الثاني 2015. على أية حال، بالنسبة لمحبي نظريات المؤامرة فإنّ الحقائق لا تغيّر كثيرا أبدا.