تستمر المستندات التي تم تسريبها على يد إدوارد سنودن بكشف النقاب عن أمور مثيرة للضجيج. يتضح حاليًا أن وكالة الأمن القومي (NSA) التابعة للولايات المتحدة، جمعت معلومات حول عادات الإسلاميين الجنسية واستهلاكهم المواد الإباحية عبر الإنترنت، ضمن جهودها لإلحاق الضرر بالمحرّضين على الإرهاب.
وجاء في المستند الذي كُتب في تشرين الأول 2012 أنّ “المتطرفين يكونون أكثر قابلية للأذى حين لا تكون أفعالهم الشخصية مترابطة”. تظهر بين نقاط الضعف التي وردت في المستند ويمكن “الاستعانة” بها “مشاهدة محتويات جنسية فاحشة عبر الإنترنت” وكذلك “استخدام لغة جنسية فاحشة من خلال الاتصال بفتيات شابّات وعديمات الخبرة”. وأمِل أفراد وكالة الأمن القومي بمساعدة الكشف عن عادات المشاهدة الإباحية، أن يلحقوا ضررًا بالصورة الدينية للأشخاص الذين تتم ملاحقتهم وتقليل قدرتهم على نشر مواد دينية متطرفة.
يتضح من المستند أن الوكالة تابعت ستة مسلمين بهدف فحص عادات مشاهدتهم الإباحية، وما هي “ضعفاتهم البشريّة”. يظهر من المستند أنّ أيًّا من الستة ليس مُتّهمًا بالتورط في عمليات إرهابية، ولكن تم الادعاء ضد اثنين منهم أنهما شجّعا على نشر الدعاية ذات الصلة بتنظيم القاعدة.
كان لدى الوكالة شكٌّ أن الرجال عملوا في التحريض عبر خطابات في اليوتيوب، الفيس بوك، وشبكات التواصل الاجتماعي الأخرى. وتم نشر المواد التي جاءت على لسان الأشخاص الستة في بريطانيا، السويد، كينيا، باكستان، الهند، والمملكة العربية السعودية. رغم ذلك، لا يمكن معرفة ما إذا كانت الوكالة استخدَمت معلومات تجريمية لمَن تم الاشتباه بهم.
قال ستيوارت بيكر، الذي شغل سابقًا منصبًا رفيعًا في وكالة الأمن القومي، في فترة ولاية الرئيس بوش الابن، إنه لا يرى في المتابعة مشكلة: “يحاول الأشخاص تجنيد الآخرين بهدف قتل الأمريكيين ويمكن أن نفهمهم، وعلينا متابعتهم”. وأوضح رأيه قائلا: “من المنطقي وربما الإنساني أكثر من أن يتم قتلهم – مواجهتهم بالحقيقة”.
بالمقابل، يدعي الصحفي جيمس بامفورد الذي كان مطّلعًا على نشاط الوكالة منذ ثلاثين عامًا أنّ هذا عمل منهجي منذ عهد الرئيس الراحل لمكتب التحقيقات الفدرالي (FBI)، إدغار هوفر، تسلّل شيئًا فشيئًا أيضًا لوكالة الأمن القَومي (NSA). وشرح بامفورد لـ”هابينغتون بوست” أنه كان مُتّبَعًا في عد هوفر متابعة المستهدَفين للكشف عن نقاط ضعفهم، وبالتالي “تحييد” تأثيراتهم الضارّة.