تستمر الأزمة في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة بالتفاقم. وقد أصدر البيت الأبيض أمرًا لوزارة الدفاع الأمريكية والجيش في الولايات المتحدة قبل أسبوعين بوقف إرساليات سلاح الصواريخ لمروحيّات أباتشي، والتي كانت إسرائيل قد طلبتها بهدف استعمالها في عملية “الجرف الصامد” في غزة، هذا ما تصرح به جريدة “وول ستريت جورنال” هذا الصباح (الخميس).
حسب التقرير، فإن البيت الأبيض ووزارة الخارجية في الولايات المتحدة في واشنطن يطلبان تصريح موافقة على كل طلب إسرائيلي للحصول على سلاح أمريكي، بسبب التوتر مع إسرائيل وعدم الرضى في الإدارة الأمريكية من الضربات الكبيرة في المناطق الفلسطينية خلال العملية العسكرية.
اليوم، بدل التعامل مع الطلبات الإسرائيلية في مسار مباشر بين الجيش الإسرائيلي وجيش الولايات المتحدة، على كل طلب أن يحصل على تصريح موافقة وفحص دقيقين، وهذا من شأنه أن يعيق سير الإجراءات ويلمح إلى أن الإدارة الأمريكية معنية بزيادة المراقبة على نقل السلاح لإسرائيل على خلفية العملية في غزة.
قالت مصادر في الإدارة الأمريكية أن تصرف إسرائيل في العملية في الشهر الأخير أقنعتها أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأفراد طاقمه في الأمن القومي “متهورون وغير جديرين بالثقة”. يتهم الأمريكيون نتنياهو بأنه “يتلاعب” بين مجلس الشيوخ والبيت الأبيض ويدعون أنه أضر كثيرًا بوزير الخارجية جون كيري وسفير الولايات المتحدة يسرائيل دان شابيرو، من خلال تسريب معلومات وصفوها بأنها “خبيثة”. من جهة أخرى، وصفت جهات رسمية في إسرائيل إدارة أوباما بأنها “ضعيفة وساذجة”.
حدثت نقطة التحول لدى الأمريكيين في صباح يوم 30 تموز عندما أصابت قذيفة إسرائيلية مدرسة تابعة لأونرا في جباليه، والتي كان يحتمي بها نحو 3،000 فلسطيني. في ذلك اليوم انتشرت الأخبار أن وزارة الدفاع الأمريكية وافقت على أن تحصل إسرائيل على قذائف 120 ميلمترًا و- 40 ميلمترًا من مخازن الأسلحة لديها في إسرائيل. تم تنسيق هذا الأمر في إطار اتصالات مباشرة بين جهازي الأمن، دون الحاجة بتصريح موافقة من البيت الأبيض ووزارة الدفاع، اللذين ذُهلا من تصرف إسرائيل. بحسب المقالة، تخوف الأمريكان أن إسرائيل تضلل بهم.
بحسب الجريدة، فإن هذه المواجهات قادت العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل لأدنى نقطة منذ تولي أوباما مهام منصبه. قال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى للصحافة الإسرائيلية إن هذا الشرخ أعمق من الاختلاف على موعد وقف إطلاق النار. “كانت لنا في السابق فترات متوترة في العلاقات. ما يحدث لنا اليوم هو أكثر من ذلك وهو فقدان الثقة وتضارب في رؤية مختلفة للشرق الأوسط. ولقد تحول هذا الأمر ليصبح شخصيًّا”.
دحض سفير إسرائيل في الولايات المتحدة، رون درمر، هذه الادعاءات فيما يخص الشرخ في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة وقال: “هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة. تقدّر إسرائيل كثيرًا الدعم الذي تلقته خلال المواجهة الأخيرة في قطاع غزة من إدارة الرئيس أوباما ومجلس الشيوخ، فيما يتعلق بحق إسرائيل الدفاع عن نفسها وأيضًا فيما يتعلق بزيادة التمويل لجهاز القبة الحديدية”.