تتركز سلسلة العمليات ضد الإسرائيليين التي تقف وراءها حماس في الضفة الغربية، خلال الأسابيع والأيام الماضية في منطقة رام الله، وليس ذلك صدفة. فمن جهة حماس، الهدف هو زعزعة “عاصمة” السلطة الفلسطينيّة وإجبار أجهزتها الأمنية على الانحياز إلى جانب ما. وقد وصلت الأمور إلى درجة عمل قوات خاصة إسرائيلية على بُعد نحو 200 متر من المقاطعة.
صباح اليوم، بعد أن عبّر الإسرائيليون عن رضاهم على القبض على منفّذَي العمليتَين، في المنطقة الصناعية “بركان” وفي مفترق عفرة (عملية كانت نتيجتها وفاة رضيع وُلد خديجا، وهو ما غاب لسببٍ ما عن الإعلام الفلسطيني)، سارعت حماس إلى تنفيذ عملية أخرى. تحاول الحركة خلق انطباع أنّ الضفة مشتعلة وأنّ مركز الثقل في محاربة إسرائيل انتقل من غزّة إليها.
السؤال هو: إلى أيّ حد يدعم المواطنون في الضفة الغربية بشكل عامّ أعمال حماس، التي تؤدي إلى سلسلة من الخطوات القاسية من الجانب الإسرائيلي، في منطقة كانت هادئة نسبيًّا لسنوات؟ فعلى سبيل المثال، فُرض على رام الله حصار وحواجز، وهو أمر نادر جدًّا. حتى إنّ الخطوات مرشّحة للتصاعد. بكلمات أخرى، هل سكّان الضفة الغربية معنيّون بتبادل الأدوار مع سكّان القطاع، الذين في حالة وقف إطلاق نار مع إسرائيل حاليًّا، وفي بداية عملية إعادة تأهيل اقتصادية، بمساعدة الأموال القَطرية؟.
في الجانب الإسرائيلي، الضغوط تزداد كثيرًا على الحكومة، لا سيّما مع تسلّم نتنياهو مهامّ وزير الدفاع أيضًا. فالمستوطِنون، الذين يشكّلون حِصن الدعم الأساسي لائتلاف نتنياهو اليميني، يشعرون بتدهور في أمنهم الشخصي. وكون إسرائيل تواجه حاليًّا أنفاق حزب الله شمالًا لا يعنيهم، فهم يريدون أن يلمسوا تغييرًا ملحوظًا. والمرجح أن نتنياهو الذي يخطو نحو انتخابات مبكرة، لا يرغب في خوضها في ظل عدم رضى معظم الشعب عن الوضع الأمني.