حل موسم كأس العالم، وأصبح مشجّعو ومشجّعات كرة القدم متوترين الآن. وبدأ يشعر بالتوتر أيضًا أزواج أو زوجات هؤلاء المشجّعين، في حال أنهم ليسوا من محبّي كرة القدم. إن كنتما محظوظان وكلاكما يحبّ كرة القدم، فلتسعدا. فاستغلّا الشهر لمشاهدة مشتركة وممتعة، فهي تبني وتعزز العلاقة بينكما وأيضًا تجعلكما موضع حسد لغالبية الأزواج الآخرين حولكما. ولكن إنْ كان أحدكما غير مهتمّ بشكل كبير بكرة القدم، فمن المرتقب أن يشكل الشهر القادم أمامكما تحدّيًا كبيرًا.
إحدى المشاكل هي المدة الطويلة إلى حد ما. وينجح معظم الناس في تقديم التنازلات أو كبح جماع شيء يزعجهم إنْ كان حدثا لمرّة واحدة، ولكن، كأس العالم سيستمرّ طيلة شهر كامل، وأيضًا من المتوقع أن يصل الأزواج ذوو صبر إلى حد كبير، إلى مراحله النهائية وهم معكّري المزاج.
بالإضافة إلى ذلك، فالمباريات لا تتم في المجال الشخصي فحسب، وإنما في الحانات والمطاعم وأماكن الترفيه الأخرى باعتبارها تسلية عامّة. وتعرض تلك الأماكن المباريات على شاشات ضخمة ويعتاد محبّو كرة القدم على التجمّع ومشاهدتها معًا، بحيث أنّ من لا يهتمّ يشعر بأنّه محاط من جميع الجهات وليس أمامه مفر.
وتقريبًا، ينتهي كل موعد أو خروج للترفيه بإلقاء نظر المشجّع المتحمّس /المشجعة المتحمسة إلى الشاشة، وبالمقابل يحظى/ تحظى بالإهانة من الشريك /الشريكة لكونه /لكونها لا يتلقّى/ تتلقى اهتمامًا كافيًّا. هذا على افتراض أنّكم نجحتم في تحديد موعد للقاء مسبقًا في هذه الفترة ولم تؤجّلوه مرارًا وتكرارا بحجّة “ولكن هناك مباراة”!. فحين تتم مشاهدة المباراة ليلة تلو الأخرى في الصالون المنزلي الخاص بالزوجين، يصبح غزو المجال الشخصي بالزوج أو الزوجة ممّن لا يحبّون كرة القدم أكثر سوءًا.
وبالطبع، فهناك متعة في استضافة الأصدقاء من حين لآخر، ولكنّ تبعث مدّة المشاهدة، والاستراحة، والتمديدات، ووقت ضربات الجزاء، والوتيرة والصوت، جنبًا إلى جنب مع حقيقة أنّ أحدكم لا يستمع مطلقًا؛ شعورا كريهًا من العزلة، الإهانة بل وحتى الحسد. في النهاية، إنْ كان أحد الزوجين مشغولا تمامًا بكرة القدم (وغالبًا الرجال) ويهمل واجباته المنزلية العادية أو الأطفال؛ فسيقع العبء كاملا على الطرف الثاني، وسرعان ما سيؤدّي ذلك إلى التعب والاستياء.
هذا التوتّر الذي ينشأ بين النساء والرجال، يجب إيلاء الاهتمام له وتنسيق العلاقة قبل بداية كأس العالم. وما القصد من ذلك؟ أي، ملاءمة التوقّعات والاستعداد نفسيًّا.
إذًا، نقدم للنساء اللواتي لا يفهمن التأثير الكبير والإدمان على مباريات كرة القدم واللواتي يعتقدن أن كأس العالم ليس تسلية ملائمة لتعزيز العلاقة الزوجية؛ بعض التوصيات التي ستساعدهنّ على اجتياز فترة كأس العالم بسلام مع شريكهن:
1. تذكّري أنّ المباريات هي حدث يحدث مرّة كلّ أربع سنوات على مدى أقلّ من شهر، إذن، فالألم العظيم لا يدوم طويلا. لذلك، فكما يقولون اجتهدي لإعداد ليمونادا الليمون.
2. بدلا من الجلوس حزينة وغاضبة، استغلّي هذه الفترة لقضاء أوقات ممتعة؛ واخرجي للترفيه مع صديقاتك، اهتمي بنفسك، اقرأي كتبًا جيّدة، وشاهدي مسلسلات تحبّينها. ببساطة، دلّلي نفسك وتمتّعي بالهدوء قليلا.
3. أعطي زوجك قسطًا من الحرية. إنّ منح الحرية له أهمية في العلاقة الزوجية، ولذلك فإنْ كنت تعلمين أن زوجك يهتم جدّا في مشاهدة المباريات مع أصدقائه، فأتيحي له ذلك دون أن تُبدي غضبًا نحوه.
4. حتى وإنْ كان زوجك يغضبك لأيّ سبب كان؛ على سبيل المثال، إذا كان يصرّ على أن يرتدي يوميّا قميص الفريق الذي يشجّعه وأصبح ذا رائحة نتنة تمامًا، أو كان يلتفت إليك بصعوبة لأنّه مشغول جدّا بالمباريات، أو حتّى لو طلب منك مغادرة المنزل لصالح مشاهدة المباراة مع أصدقائه؛ فتذكّري أنّ كأس العالم هو شيء مؤقّت.
5. من المفضّل القيام بتنسيق التوقّعات مسبقًا، والتحدث قليلا عن كيفية علاقتكما في هذه الفترة. على سبيل المثال، أن تحدّدا بأنّكما ستكرّسان مرّة في الأسبوع وقتًا لكما وستخرجان لتناول وجبة عشاء مشتركة خارج المنزل. من الممكن أيضًا أن تقرّرا أنّه في وقت مباريات كأس العالم سيكون من الصعب قضاء الوقت معًا، ولكنكما ستخرجان لعطلة رومانسية بعدها فورًا.
في الختام، أيتها النساء العزيزات، حتى لو كانت عبارة “كأس العالم” تستشيط غضبكن، فتحليّن بالصبر لصالح علاقتكما الزوجية وأسمحن له بالاستمتاع في هذه الفترة. وأنتم أيها الرجال الأعزاء، لا يهمّ كم أنتم مشجّعون متحمّسون، لا تنسوا إيلاء الانتباه للمرأة ومنحها الاهتمام الذي تستحقّه من حين لآخر.