تُسمع انتقادات كبيرة موجهة ضد رئيس الحكومة الإسرائيلي نتنياهو لأنه لم يُشارك في أية مقابلة للإعلام منذ الانتخابات، بحسب زعم كثيرين، السبب هو تجنب مواجهة الأسئلة الصعبة حول خطواته. للمرة الأولى، يُجبر نتنياهو أمس منذ زمن طويل، أمام الهيئة العامة للكنيست، على الإجابة عن أسئلة أعضاء الكنيست، ويتلقى وابل من الأسئلة من اليمين واليسار على حد سواء. صمد نتنياهو بكرامة في هذا التحدي، وأجاب ببراعة وانسياب عن الأسئلة، وكان يبدو أن الجهود المكرسة لإحراجه قد باءت بالفشل.
أحد الأسئلة التي أجاب عنها نتنياهو كان يمسّ بالشبهات الأخيرة التي نُشرت ضده، باشتباه أنه قد تم إصدار جواز سفر باسم مزور لابنه، من أجل فتح حساب بنكي في بنما. سألت عضو الكنيست من حزب “المعسكر الصهيوني” مبتسمة “متى يمكن أن يتوجه سائر المواطنين من أجل استصدار جواز سفر مزور؟”. رد نتنياهو غاضبا أنّ “هذا القول ليس صحيحا. وأضاف قائلا: يسود طوفان من اختراع الأكاذيب. لم ولن يتوصلوا إلى ما هو قد يكون صحيحا”.
وعن السؤال حول خطته السياسية لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أجاب نتنياهو، “الحل المطلوب في نظرنا هو إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بإسرائيل كدولة يهودية”، وأضاف إنه يعتقد أنه “لا يمكن للمبادرة العربية بصيغتها الحالية أن تشكّل مرسومًا يجب العمل بموجبه. تتحدث المبادرة عن أننا سنسلّم الجولان. من سيتسلّمه؟ داعش؟ إذا كان هذا مرسومًا فهو غير قابل للتطبيق. أما إذا كان يشكل أساسا لبدء المحادثات، فأنا مستعد لذلك، بعد إذنكم”.
وفي رده عن سؤال عضو الكنيست اليمينية إذا ما كان الوضع الراهن في الحرم القدسي الشريف سيتغيّر، قال نتنياهو “نحن نواجه حروب دينية عالمية ومحاولات تحريضية بشكل عام، وضدّ دولة إسرائيل بشكل خاص. لقد كان الحرم القدسي الشريف مركز التحريض وما زال. يقولون إننا نريد أن نغيّر الوضع الراهن”، وأضاف مؤكّدا تمسّكه بالوضع الراهن الحالي. “لقد وضعتُ سياسية، أنا متمسّك بها وأعتقد أنّها صحيحة”.
وردّا عن كلام الحاخام الإسرائيلي الذي وصف المثليين بـ “المنحرفين” وأثار عاصفة كبيرة، قال نتنياهو “هذا الكلام ليس لائقا ولا مقبولا، بالتأكيد لا يرضى به أحد. المجتمع المثلي هو جزء منّا”، ولكن عن السؤال لماذا لم يشجب أقوال الحاخام أجاب “لست آلة إدانات”.
وقد طُرحت الأسئلة على نتنياهو في إطار تنسيق جديد في الكنيست يلزم وزراء الحكومة بالإجابة عن أسئلة أعضاء الكنيست في الهيئة العامة للكنيست، بحيث لا يتلقونها مسبقا ولا يمكنهم تحضير إجابات، حيث يتمتع أعضاء المعارضة بإمكانية طرح عدد من الأسئلة – على الأقل ثلاثة أرباع مجموع الأسئلة. ويدعى التنسيق الجديد “ساعة الأسئلة”، وهي ساعة واحدة، تضاف إليها عشر دقائق لكل حقيبة يحملها الوزير. ولأنّ نتنياهو يحمل أربع حقائب هي الخارجية، الاقتصاد، الإعلام والتعاون الإقليمي، فإنّ ساعة أسئلته طالت بأربعين دقيقة إضافية.