قُبَيل الاحتفالات بيوم استقلال إسرائيل الـ 70، تترأس وزيرة الثقافة والتربية الإسرائيلية، ميري ريغيف، حملة تسويقية واسعة عنوانها: “بفخر محتفلين بالعيد السبعين”. في إطار الحملة التسويقية، عُلقت لافتات في أنحاء إسرائيل بالعبرية والعربية وكتُب عليها: “بفخر محتفلين بالعيد السبعين”. لهذا توجه فلسطينيون مواطنون إسرائيليون غاضبين إلى عضو الكنيست ورئيس القائمة المشتركة العربية، أيمن عودة، مدعين أن اللافتات تثير غضبهم.
في أعقاب هذه التوجهات، نشر عودة في صفحته على الفيس بوك منشورا لاذعا ضد هذه اللافتات المرفوعة في البلدات العربية، وحتى أنه وعد بإزالتها، موضحا: “الدعايات المفروضة داخل قرانا ومدننا بمناسبة سبعين سنة على قيام إسرائيل هي إهانة لكرامة الإنسان، وتجب إزالتها. في العام ١٩٤٨ تشرد شعبنا، وذُبح بمجازر، وهُدمت أكثر من ٤٠٠ قرية ومدينة، ومُنع شعبنا الفلسطيني من الحق بتقرير المصير. فعلامٓ الاحتفال والفخر؟!”.
ولكن بشكل مثير للدهشة لم يكن متابعو عودة سدجا فيما يتعلق بالموضوع والجدل الذي أثاره المنشور الذي عرض شرخا بارزا وتباينا في الآراء وليس تأييدا لآراء عودة تحديدًا. “يطالب اليهود أن نعترف بحقهم كشعب، كيان، وبحقوقهم الوطنية والمدنية، ونحن ما زلنا منشغلين بأمورنا، ونعيش على حساب الآخرين. فهم يطالبون ما يطالب به الفلسطينيون تماما. كفى للنزاع”، كتب أحد المتصفِّحين ردا على نشر عودة.
وكتب متصفح آخر: “لماذا يمكن أن يلاحظ كل من يتابعك أمورا سلبية، عنصرية، تحث على الانقسام؟ رغبتك في الترشح ثانية أكبر من أن تقول الحقيقة، نحن نريد عيشا مشتركا في دولة آمنة ومزدهرة”. وتساءل متصفح آخر كيف نجحت “هذه اللافتات في تحريك مشاعرك ولم يؤثر فيك أطفال سوريا؟”، وأضاف متصفح آخر: “أنت وحزب القائمة المشتركة العربية لا تمثلاني”.
تظهر صورة بارزة بين كل ردود الفعل، فيبدو أن هناك الكثير من المتصفِّحين الذين احتجوا ضد أقوال عودة ليس لأنهم يعارضون أقواله، بل بسبب دعمه لبشار الأسد تحديدا ومعارضته لأن تُلحق القوات الغربية ضررا مباشرا بنظام الأسد، إذ إن الكثير من مواطني إسرائيل الفلسطينيين يعتقدون أنه طاغية عنيف ويتمنون أن يسقط نظام حكمه.