“منذ الصف الحادي عشر عرفت أني سأتجند للخدمة في الجيش”، تقول جنيفر جوزين حول كيف بدأت قصتها. “منذ أن قررت الالتحاق بالجيش، بدأ الأشخاص يهددونني ويهددون عائلتي. ابتعد عني أصدقائي في المدرسة وتوقفوا عن التحدث معي”. رغم الصعوبات الكثيرة التي تعرضت لها الشابة وهي ابنة 17 ربيعا، لم تخضع للضغوطات من حولها محققة رغبتها. “أنا الشابة الأولى في قريتي التي تلتحق بالجيش. لقد اعتاد الجمهور على هذه الفكرة الآن، ولكن ما زلت أسمع انتقادات أحيانا”.
جنيفر عمرها 20 عاما فقط، ولكنها تخدم في الجيش الإسرائيلي منذ عامين في وظيفة هامة وحساسة – مقاتلة في منظومة القبة الحديدية. يشغل مقاتلو القبة الحديدية منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي الأكثر تقدما ضد الصواريخ، القذائف، والطائرات دون طيار. على مشغلي منظومة القبة الحديدية الرد خلال دقيقتين حتى ثلاث دقائق منذ إطلاق الصواريخ من غزة، وإرسال الصاروخ الملائم لاعتراض الصواريخ ومنع وصولها إلى مناطق مأهولة بالسكان. تُعتبر هذه الوظيفة إحدى أهم الوظائف الأكثر عبئا في الجيش الإسرائيلي، وتتطلب ذكاء، يقظة، وقدرة عالية على التحمّل. ولكن وفق أقوال جنيفر فإن هذا العمل مناسب لها تماما “أحب العمل الميداني. لست قادرة على البقاء في مكان واحد. أحب التحرك والعمل دائمًا”.

ليس لدى جنيفر الكثير من أوقات الفراغ، وغالبا تصل إلى منزل العائلة مرة كل ثلاثة أسابيع، ولكنها تكرس أوقاتها الفراغ القليلة في التطوع في الشرطة أيضا. تعتبر جنيفر عملها في الجيش وفي الشرطة على حدِّ سواء عملا مدنيا، رغم أنها غير مُلزمة بالخدمة العسكرية. توضح قائلة: “تعيش عائلتي هنا في إسرائيل، وأنا أيضا، وأريد خدمة الدولة والحفاظ عليها في نهاية المطاف، فإن دولة إسرائيل هي دولتي ونحن نعيش فيها. في حال لم نحافظ على أنفسنا، فلن يفعل ذلك أحد. أردت أن أكون مقاتلة لأني أعتقد أن هذا يخدم الدولة بشكل ملحوظ”.

يعيش أكثر من 130 ألف عربي- مسيحي في إسرائيل، ويبلغ متوسط احتمال التجنيد السنوي لدى هذه الشريحة السكانية 1,400 متجنّد في السنة. ومع ذلك، فحتى قبل ثلاث سنوات كان يتجنّد كل عام عشرات الشبان فقط للخدمة العسكرية. بالإضافة إلى ذلك، وفق التقديرات هناك نحو 1000 مسلم (الأكثرية من الشبان) يتطوعون في الجيش الإسرائيلي في يومنا هذا، وذلك لأن قانون التجنيد في إسرائيل لا يُلزم العرب المسلمين والمسيحيين على الخدمة في الجيش. ينطبق قانون التجنيد على الإسرائيليين اليهود وعلى مواطني البلاد الدروز. عدد النساء العربيات اللواتي يخدمن في الجيش الإسرائيلي ضئيل نسبيا، ومن بين المقاتلات هناك جنيفر، هذا وفق أقوال مسؤول في الجيش لموقع “المصدر” بشكل حصري.

رغم أن معظم الجنود الذين يخدمون في الجيش هم رجال، تعتقد جنيفر أن كل شابة معنية بالخدمة في وظائف قتالية في الجيش، قادرة على القيام بذلك بشكل ممتاز. “يعتقد الأشخاص أن الفتيات ضعيفات أو أنهن غير ملائمات لإنجاز مهام ميدانية. عندما عرف الأشخاص أني مقاتلة سألوني متعجبين “أنتِ مقاتلة”؟ فهم معتادون على أن الفتيات يؤدين وظائف سكرتارية في الجيش. إنهم غير معتادين على رؤية شابة حازمة، تحمل سلاحا”. تجيب جنيفر كل الأشخاص المندهشين أو المعارضين لضم النساء في الجيش قائلة: “كل وظيفة يقوم بها الشبان في الجيش، فإن الفتيات قادرات على القيام بها بشكل أفضل بعشرة أضعاف. في البداية، كان من الصعب علي مواجهة التهديدات ضدي وضد عائلتي، ولكن في نهاية المطاف أنجح في التقدم في الطريق الذي اخترته، ولست نادمة للحظة. أمشي مرفوعة القامة دون تردد، أتابع طريقي”.