لم تكن حياة تالين أبو حنا سهلة، ولكنها توضح أنها أصبحت سعيدة اليوم. فهي ترعرعت كصبيّ في عائلة عربية مسيحية في الناصرة، شمال إسرائيل. منذ سن صغيرة كانت استثنائية عندما كانت الصبيّ الوحيد في دروس الباليه في الحي. في سن المراهقة فهمت أنها ليست “عادية” واعتقدت أنها شاب مثليّ. ففي سن 16 عاما، سمعت للمرة الأولى في حفل في تل أبيب، أن هناك أشخاصا قد غيّروا جنسهم، وفهمت أن هذا حلمها في الحقيقة وهو أن تصبح امرأة.
قالت في مقابلة مع موقع “ماكو” الإسرائيلي كيف بدأت تلبس وتتصرف كامرأة منذ سن صغيرة. وبعد أن انتقلت للعيش في تل أبيب بدأت تلبس وتتصرف كامرأة بكل معنى الكلمة. وعندما كانت تعود إلى منزلها في الناصرة كانت “تتنكر” بشخصية رجل.
قبل نصف سنة، تم تتويج تالين بلقب “ملكة جمال المتحوّلين جنسيًّا في إسرائيل”، وبعد ذلك فازت بالمرتبة الثانية في ملكة جمال المتحوّلين جنسيًّا في العالم. كانت الجائزة التي حازت عليها مبلغا ماليا قيمته 22 ألف دولار استخدمته في عيادة في تايلاند، لاجتياز عملية تغيير الجنس، لإكمال مظهرها نهائيا ورسيما لتصبح امرأة متحوّلة جنسيَّا. في أعقاب الفوز في المنافسات، التي انتشرت في الصحف في أنحاء العالم، حظيت تالين بتوقيع عقد عمل في مجال عرض الأزياء في إحدى الشركات الأوروبية الرائدة.
تتحدث تالين عن ردود الفعل الصعبة التي واجهتها في عائلتها، عندما حاولت التعبير عن ميولها الجنسية فقط. “فكرت أمي أني أعاني من مرض نفسي، وحاولت إعادة تأهيلي، ولكن بعد أن توجهت إلى أطباء العائلة والأطباء النفسيين فهمت أنه لا يمكن إعادة تأهيلي.. ولم يكن والدي مستعدا للتحدث حول الموضوع… واجهتُ مضايقات كثيرة في المدرسة وكان والدي يهاجمني. وكان واضحا لي أنه عندما سأعود إلى المنزل سيضربني”.
منذ أن اجتازت تالين العمليّة الجراحيّة لم تلتقِ والدها، فيما عدا مرة واحدة رأته فيها في الشارع، ولكنه لم يعرفها أبدا. ما زالت أختها ترفض قبول التغيير الذي اجتازته، ولكن والدتها بدأت تدعمها وتقبلها الآن. “تعرف والدتي كيف أصبحت امرأة ناجحة وسعيدة. تحظى تالين أيضا بمحادثات ودعم من أصدقاء من الوسط العربي في أعقاب نجاحها”. تقول تالين.
في يوم الأحد الماضي، أصبحت تالين أبو حنا مشهورة في إسرائيل، بعد أن بدأت تشارك في برنامج “الأخ الأكبر”، وهو برنامج الواقع الأكثر شهرة في إسرائيل، حيث يعيش المشاركون في البرنامج في منزل واحد لعدة أشهر، بينما يتم تصويرهم على مدار الساعة، وتنقل صورهم للمشاهدين في المنزل. مع دخول تالين إلى منزل “الأخ الأكبر”، قالت إنها تأمل أن يفهم والدها “ربما خسر صبيا ولكن لديه الآن شابة سعيدة في الحياة”.