تظهر بيانات مقلقة من التقرير السنوي لوكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بخصوص عدد اللاجئين في العالم. ووفقًا للتقرير، فهناك في العالم نحو 51.2 مليون لاجئ، ولقد فقد من بينهم أحد عشر مليون لاجئ “جديد”، منازلهم في السنة الماضية، وهذا العدد هو الأكبر منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945.
إن سبب ارتفاع عدد اللاجئين الكبير هو الحروب الأهلية الدائرة في أماكن مختلفة حول العالم، وصمت المجتمع الدولي على ضوء نزوح المدنيين الأبرياء. ولقد تمّت الإشارة إلى ثلاث مناطق على وجه الخصوص بشكل سلبيّ: سوريا، جنوب السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى، والتي تدور فيها رحى حرب أهلية. وأدت أيضًا الصراعات في العراق وأوكرانيا إلى نزوح الكثير من الناس من منازلهم.
يقسّم التقرير اللاجئين إلى ثلاث مجموعات: المجموعة الكبرى، 33.3 مليون شخص، تتواجد في مناطق بلد المنشأ التي كانت تعيش فيها بالأصل. بالمقابل، فإن المجموعة الثانية، وحالتها هي الأكثر خطورة وتبلغ نحو 1.2 مليون شخص، تتجوّل خارج بلد المنشأ، أو في مخيّمات مختلفة للاجئين . كما وقدّم نحو 1.2 لاجئ آخر بشكلٍ رسميّ طلبات للحصول على ملجأ في دولة أخرى.
المعطى الأكثر إقلاقًا بخصوص عامة اللاجئين، هو أنّ نصفهم من الأطفال، وأن نسبة اللاجئين الأطفال هي الأعلى على الإطلاق منذ نحو عقد. وقد جاء في التقرير أيضًا أنّ هناك الكثير من الأطفال الذين فقدوا أهلهم، وفي الواقع بقوا لوحدهم في العالم.
يشير التقرير إلى فقدان قدرة المجتمع الدولي على تقديم استجابة مناسبة لمشكلة اللاجئين: فعدد اللاجئين الذين عادوا إلى بلادهم في عام 2013 هو الأقلّ على الإطلاق في السنوات الأخيرة، وبلغ نحو 414,000 لاجئ فقط. وبالمقابل، وصل عدد اللاجئين الذين استطاعوا السكن من جديد في بلدان أجنبية إلى 98,400 شخص فقط.
مع تقديم التقرير، اتهم مفوّض وكالة الأمم المتحدة للاجئين، أنطونيو غوترس، المجتمع الدولي ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وادعى أنّ هؤلاء فشلوا في حلّ الصراعات حول العالم كما ينبغي. “هناك تكاليف باهظة للحروب، وهناك عجز خطير في السلام حول العالم” كما قال. كذلك، حذّر غوترس من أنه دون اتخاذ خطوات حقيقية من جانب جهات دولية، فإنّ العدد سيزداد بل ومن الممكن أن يزداد كثيرًا خلال سنوات قليلة.