أرسل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رسالة إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما، تحتوي على تفاصيل الموقف الفلسطيني من كافة المسائل الأساسية المتعلقة بالمفاوضات مع إسرائيل ويعّبر فيها عن تحفظه على المقترحات التي طرحها عليه وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، والتي تشمل الترتيبات الأمنية في الضفة الغربية والمقترحات بخصوص الترتيبات الأمنية في منطقة نهر الأردن والغور تحديدًا.
وفقًا لمصادر فلسطينية وإسرائيلية رفيعة المستوى، إن ما أدى إلى إرسال الوثيقة غير الرسمية هو خيبة الأمل التي شعر بها عباس تجاه مواقف كيري وخصوصًا فيما يتعلق بالترتيبات الأمنية في الضفة الغربية واتفاق السلام المستقبلي. تقول هذه المصادر أن عباس خرج من أحد الاجتماعات مع كيري غاضبًا. وتشير المصادر نفسها إلى أن عباس فكر بإرسال رسالة شخصية فورية إلى أوباما يرفض فيها أداء طاقم المفاوضات الأمريكي برئاسة كيري. رغم ذلك، قرر الرئيس الفلسطيني في النهاية، إرسال رسالة غير رسمية كي يحافظ على فرصة للمفاوضات.
بالمقابل، قام رئيس طاقم المفاوضات الفلسطينية، صائب عريقات، بالدفاع عن كيري في حديثه مع صحفيين أجانب، مشددًا على أهمية دور كيري في المفاوضات ورفض الادعاءات التي تشير إلى وجود ضغوط أمريكية في مسائل متعددة من ضمنها الترتيبات الأمنية والاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.
قال عريقات إن الفلسطينيين يدركون أن الطرفين لن يصلا إلى اتفاقية سلام شاملة خلال فترة الأشهر التسعة المحددة للمفاوضات مع إسرائيل. “نحن لا نتحدث عن توقيع اتفاقية سلام في تاريخ 29 نيسان (حيث تنتهي مدة الأشهر التسعة التي حددها الأمريكيون لطاقم المفاوضات). نحن نتحدث عن اتفاق إطار. إن اتفاق الإطار هو المرحلة ما بين المبادئ الأساسية واتفاقية السلام”. وفقا لعريقات فإن اتفاق الإطار سيحدد الحدود ونسبة تبادل الأراضي والترتيبات الأمنية واللاجئين والمواضيع الأخرى.
يقول عريقات أنه بإمكان الطرفين الوصول إلى اتفاقية سلام شاملة خلال فترة 6-12 شهرًا من لحظة توقيع اتفاق الإطار . وقال إن الفلسطينيين سيوافقون على انسحاب تدريجي لإسرائيل من الضفة الغربية.
في الوقت ذاته، تستمر حالة عدم الاستقرار الأمني على أرض الواقع . فقد قُتل فلسطيني فجر اليوم (الخميس) على يد القوات الإسرائيلية خلال عملية تمشيط قامت بها قوة من فرقة المظليين في قلقيلية. صرح الفلسطينيون بأن القتيل هو صالح ياسين وهو عضو في المخابرات العامة ويبلغ 28 عامًا. قال أكثر من شاهد عيان إنه تم إطلاق النار عليه من قبل الجيش الإسرائيلي عندما خرج إلى الشارع حيث أصيب بإصابات بالغة ومات بعد فترة قصيرة في المستشفى.
قتل في الأمس (الأربعاء 18.12.13) رجل فلسطيني آخر وأصيب أربعة أشخاص خلال مواجهات تطورت أثناء عملية قام بها الجيش الإسرائيلي تهدف إلى اعتقال عضو في الجهاد الإسلامي في جنين. وفقًا للمصادر فإن عددًا من الفلسطينيين أصيب جراء إطلاق النار ونُقل إلى المستشفى في المدينة. وقد صرح الفلسطينيون عن وجود ستة جرحى، ثلاثة بوضع حرج. وصرحوا في وقت لاحق عن قتيل وأربعة جرحى.