التقى رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، اليوم في مكتبه في رام الله بنحو 250 من نشطاء اليسار الإسرائيليين، وأعرب عن رغبته بالعودة إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل.
أكثر عباس في ذلك اللقاء من التصريح بتصريحات متفائلة بخصوص تجديد المحادثات، وأي رجل غريب كان سيحضر اللقاء، كان من المتوقّع أن يشعر أنّ هناك إمكانية لتجديد المحادثات في الأيام القريبة. “لا يوجد طريق آخر للتوصل إلى السلام بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني سوى المفاوضات بطرق سلميّة. فحاولنا في الماضي جميع الطرق الأخرى ودفعنا ثمنًا باهظا، ونحن نعلم ما هي الحقيقة” كما أوضح عباس.
وفي غضون تصريحاته، اقترح عباس المخطّط الذي يرغب من خلاله باستمرار المحادثات. في البداية، وبشكل مماثل للمفاوضات التي انهارت، يرغب عباس أن تُعطى تسعة أشهر أيضًا للمفاوضات الجديدة، ولكن بشكل مختلف عنه، سيتم التحديد بأنّ الأشهر الثلاثة الأولى من المحادثات ستخصّص لقضية الحدود، والتي وفق التقارير لم يتحقّق أي تقدّم بشأنها خلال المحادثات الأخيرة.
“إنْ كنّا راغبين بالعودة إلى المفاوضات، علينا إيقاف البناء في المستوطنات في الوقت الذي نحدّد فيه الحدود” أضاف عباس، الذي طلب في الواقع من إسرائيل تجميد المستوطنات: “هكذا نستطيع أن نناقش ونقرّر أين هي أرضنا وأين هي أرضكم”. وشرط آخر وضعه عباس لتجديد المحادثات وهو إطلاق سراح الأسرى الذين تعهّدت إسرائيل بالإفراج عنهم في إطار المحادثات السابقة، ولكن لم تقم بذلك.
بالإضافة إلى تصريحاته المتفائلة حول تجديد المحادثات، حذّر عباس من آثار تعليق المحادثات قائلا: “نحن لا نرغب بإعطاء فرصة لأولئك الذين يريدون الاستمرار بالعنف، ولن يجلب لنا الإرهاب إنجازات سياسية. يجب الإسراع في المحادثات والعثور على حلّ للصراع. هناك من يحاول في إسرائيل أن يؤدي إلى أوضاع الدولة الواحدة، ولكننا لن نقبل بدولة واحدة مع سلطة واحدة. فالحلّ الوحيد هو حلّ الدولتَين.
وأوضح عباس خلال اللقاء أنّه يعارض بشدّة الدعوات من جهات فلسطينية لإيقاف التنسيق الأمني مع إسرائيل في أعقاب انهيار المحادثات قائلا: “التنسيق الأمني أمر مقدّس”، وصرّح قائلا: “حتى لو لم نتّفق، فالتنسيق مهمّ وسيستمرّ”.
وفي النهاية، تطرّق عباس إلى قضية الوحدة مع حماس، والتي وفق التقارير الأخيرة تواجه صعوبات، قائلا: “نأمل أن يتم عرض الحكومة في الأيام القريبة”. وطلب عباس من العالم احترام الانتخابات الفلسطينية، والتي وفق الاتفاق من المرتقب أن تُجرى خلال نصف عام “كما أنّ العالم قد احترم صعود اليمين الإسرائيلي إلى السلطة عام 1977، فهكذا نأمل في تقبّل قرار الشعب الفلسطيني. ستكون الانتخابات حرّة ودون تزوير”.
“حتى موعد الانتخابات ستكون هناك حكومة تكنوقراط ومستقلّين، ولن يكون أيّ أحد من فتح أو حماس. حتّى أنا لن أكون رئيسًا للحكومة لأنّني أنتمي إلى فتح”، هذا ما قاله عباس، مضيفًا: “ستستمر إحدى اليدين في المصالحة مع حماس واليد الأخرى ستكون ممدودة لاستمرار المفاوضات”.