أحد أكثر الأيّام توتُّرًا في أحد أكثر الأماكن اشتعالًا يبتدئ باضطرابات: عشرات الشبّان، بعضهم ملثَّمون، ألقَوا صباح اليوم (الثلاثاء) حجارًا ومفرقَعات على قوّات الشرطة، مع افتتاح أبواب الحرم القدسي.
قامت قوّة من الشرطة باقتحام الحرم باستخدام “قنابل صدمة”. أصيب شرطيان إصابةً طفيفة في الاضطرابات من المفرقعات والحجارة، ونُقلا إلى مُستشفيَين في القدس. تمّ اعتقال ثلاثة شبّان، وفُرِّق باقي المتظاهِرين. وبقي الحرم مفتوحًا أمام الزوّار.
في الآونة الأخيرة، فضّلت الشرطة إغلاق الحرم القدسي أمام الزوار إثر الاضطرابات أو المعلومات الاستخباريّة حول نيّة خرق النظام، لكن هذا الصباح – رغم التوتّر الشديد والنقاش في الكنيست – أعلنت الشرطة أنّ الحرم سيبقى مفتوحًا أمام الزوّار.
هذا المساء، ستناقش الكنيست للمرة الأولى سيادة إسرائيل على الحرم، بناءً على طلب النائب موشيه فيجلين (الليكود). وكان النائب قد نشر على صفحته على الفيس بوك فيلم فيديو “دعا” فيه المتصفِّحين إلى الانضمام إليه إلى جولة افتراضيّة في الحرم. في الفيلم، يبدو فيجلين أثناء زيارته للحرم الأسبوع الماضي – للمرة الأولى، حسب ادّعائه، منذ انضمامه إلى الكنيست. “شاهِدوا بقايا الهيكل، شارِكوا أصدقاءكم، وحثّوا ممثّليكم في الكنيست على حضور المناقشة والبقاء أمناء لمقدّساتنا”، كتب.
يبدي رئيس الحكومة نتنياهو منذ نحو عام حساسية شديدة في موضوع الحرم القدسي. فمن جهته، إسرائيل تخوض مفاوضات، وكلّ حدث يمكن أن يفسد القضية كلها. في نيسان الماضي، منع نتنياهو فيجلين بصراحة من الصعود إلى الحرَم. في الأسابيع الماضية، وصلت ديوانَ رئيس الحكومة رسائلُ من الأسرة المالكة الأردنية وكذلك من السلطة الوطنيّة الفلسطينية، يُمنَع بموجبها انتهاك أنظمة الصلاة في الحرم القدسي، منعًا لجرّ الفلسطينيين إلى صدامات قاسية.
ادّعى فيجلين من جهته أنّ اليهود هم المُضطَهَدون، لأنه لا يُسمَح لهم بالصلاة في “جبل البيت”. في النهاية، تأجلت المناقشة التي كان يجب أن تجري حول الموضوع الأسبوع الماضي. لكن في الوقت الراهن، ازداد النقاش حول الحرم القدسي وحول ما يُتوقَّع أن يحدُث اليوم. أمس، تجوّل داعمو فيجلين، “أنصار جبل البيت” في الكنيست، ووزّعوا كراسات توصف فيها المعاملة المُسيئة للوقف الإسلامي لكلّ يهودي يصعد إلى الحرَم.
أمس، حاول المقرَّبون من نتنياهو تأجيل النقاش مِن جديد. لكنّ فيجلين رفض. فقد توجّه هو والمقرَّبون منه إلى رئيس الكنيست، يولي إيدلشتاين، الذي صادق على إجراء النقاش رغم أنف الجميع.
يمكن لفيجلين أن يسجّل إنجازًا لنفسه: للمرة الأولى، ينجح في طرح أحد أهمّ المواضيع القوميّة والمُتحدَّث عنها – سيادة إسرائيل على الحرم القدسي – على النقاش في الهيئة العامة للكنيست. وقد تسجَّل أكثر من 30 طالبًا للكلام في هذه المناقشة. كما ستكون الأماكن المعدّة للجمهور مليئةً أيضًا، بشكل أساسيّ بمناصري فيجلين من الليكود. ومن المرجَّح أن يبدي اهتمامًا بهذا الشأن كلٌّ من وزير الخارجية جون كيري وأعضاء طاقمه، الملك عبد الله الثاني، والرئيس أبي مازن.