يبدو أنه ليس ممكنًّا الفصل بين أفكار الفنان السياسية وفنه، على الأقل ليس في حالة أريئيل زلبر.
زلبر، الذي يعتبر موسيقيًّا موهوبًا ومغنيًا مشهورًا طوال عشرات السنين في إسرائيل، قد تغيّر كثيرًا في السنوات الأخيرة: تقرب إلى الدين، تحوّل إلى يميني متطرف ولم يتردد بإطلاق أفكار متطرفة وعنصرية، في عدة مجالات. طالب بإقامة دولة شريعة يهودية في إسرائيل، هاجم بقوة عملية إخلاء المستوطنات اليهودية من قطاع غزة عام 2005، وانتقل حتى للعيش في المكان كتعبير عن احتجاجه.
بعد إخلاء المستوطنة (في إطار خطة “الانفصال” التي أقرها شارون) قال: “بعد عملية التهجير، جريمة الحرب هذه، انفصلت عن دولة إسرائيل، من الآن أنا لا أرى نفسي مواطنًا إسرائيليًا، بل يهوديًا يعيش في أرض إسرائيل”. لم يوفر تهجمه أيضًا على المثليين ووصفهم بالمنحرفين، وطالب أيضًا بإطلاق سراح يغئال عمير، القاتل اليهودي لرئيس الحكومة، اسحاق رابين: كل جريمة قتل هي شيء سيء، ولكنني أيضًا أتفهم يغئال عمير الذي شعر بأنه يفعل شيئًا من شأنه أن ينقذ شعب إسرائيل. إنه لأمر يثير الغضب، فبينما يتم إطلاق سراح قتلة حماس، يتم التنكيل به”. دعا زلبر أيضًا إلى شراء الحاجيات فقط من اليهود لأن “العرب أعداء”.
على ضوء هذه التصريحات المتطرفة، أثار قرار منح أريئيل جائزة على مسيرة حياته، ضجة جماهيرية كبيرة وألغيت أخيرًا: قررت نقابة المبدعين في إسرائيل تغيير تعريف الجائزة التي سيحصل عليها أريئيل زلبر بدل جائزة مسيرة حياته، سيمنح جائزة لمساهمته في الموسيقى الإسرائيلية.
تم تغيير تعريف الجائزة التي ستمنح لـ “زلبر” بعد بضعة أيام من إلغاء مشاركة المغنية الإسرائيلية المعروفة “آحينوعم نيني” في المراسم احتجاجًا على منح جائزة مسيرة الحياة لـ “زلبر”. تنازلت نيني أيضًا عن الجائزة التي كان يفترض أن تحصل عليها (جائزة قدرها عشرة آلاف شاقل لمساهمتها المميزة في نشر الموسيقى الإسرائيلية في العالم). “يشكّل قرار منح أريئيل زلبر جائزة مسيرة حياته تجاهلا للمسؤولية الاجتماعية”، كتبت نيني على صفحتها الخاصة في الفيسبوك.