أسبوع من التوتر اليهودي – العربي في الرياضة الإسرائيلية. التقى البارحة، للمرة الثانية خلال أسبوع، فريق اتحاد أبناء سخنين وفريق مكابي تل أبيب، في مباراة جمعتهما ضمن بطولة الدولة لكرة القدم، في إستاد “الدوحة” في سخنين.
بدا التوتر واضحًا مع بداية المباراة، بينما قبل أسبوع انتهت مباراة أخرى جمعت الفريقين بأعمال شغب، بعد هدفٍ أحرزه لاعب من فريق تل أبيب بينما كان لاعب من فريق أبناء سخنين ممددًا على الأرض إثر تعرضه لإصابة. لم ينتبه الحكم إلى ذلك وتم احتساب الهدف. قد يكون هذا الأمر لا ينم عن روح رياضية، ولكن لاعب فريق مكابي تل أبيب، والحكم أيضا، اتُهما بالعنصرية، وثار غضب مشجعي أبناء سخنين المُحبطين ومن ثم ارتكبوا أعمال العنف، ولذلك اعتُقل بعضهم.
سارت المباراة البارحة بشكل مُسالم طوال 90 دقيقة، على الرغم من التوتر الذي كان يسود بين المشجعين. حاول لاعبو فريق مكابي تل أبيب، طوال المباراة، التي انتهت بنتيجة 0-0، إحراز هدف، حيث كانت هذه المباراة هامة جدًا بالنسبة لهم – كان من شأن الفوز بالمباراة أن يضعهم في رأس قائمة فرق الدوري وكان سيزيد من احتمالات حصولهم على البطولة. ولم يكن التعادل كافيا لهم ومعناه أفضلية للفريق الذي ينافسهم على الصدارة، (فريق هبوعيل بئر السبع).
إلا أنه مع انطلاق صافرة النهاية انفجر التوتر المكبوت. تقدم مُدرب فريق أبناء سخنين، يوسي أبوكسيس (اليهودي)، من دكة احتياط فريق مكابي تل أبيب، وتبادل حديثَا مع مُدرب اللياقة في الفريق. حالاً تقدم منه حارس مرمى الفريق ودفعه. بعد تلك الدفعة بدأ شجار عنيف بين مُشجعي الفريقين واضطرت الشرطة للتدخل والفصل بين الطرفين. وعلى ضوء ذلك، اضطر اللاعبون للنزول إلى غرف تبديل الملابس بمرافقة رجال أمن.
من بين الهتافات التي أطلقها مُشجعو مكابي تل أبيب ضد أبناء سخنين كان “ليس لديكم كهرباء”، كنوع من السخرية على الأوضاع المعيشية في القرى العربية في إسرائيل. وبالمقابل، رد مُشجعو أبناء سخنين عليهم بقوة قائلين “لن تربحوا البطولة”.
وقال قائد فريق مكابي تل أبيب، عيران زهافي، في نهاية المباراة: “من الشائع أن تحدث مُشادة بسيطة بسبب حساسية المباراة، ولكن، لا يُعقل أن يكون هناك أشخاص مُتنكرين بزي رجال أمن ويضربوننا… هذه فضيحة كبيرة، ما حدث هنا، وليست هذه هي المرة الأولى التي تحدث في هذه التصرفات في هذا الملعب. آن الأوان لوضع حد لهذا. لم أعرف إذا كنا نلعب في إسرائيل أو في رام الله”.
أثارت تصريحات زهافي غضب مُتابعي كرة القدم، يهودًا وعربًا، في إسرائيل، وكذلك ردود فعل على شبكات التواصل الاجتماعي. وكتب أحد الصحفيين في واحدة من المواقع الإخبارية الإسرائيلية: “كنتُ أُشاهد، منذ مدة، مباراة كرة قدم فلسطينية في إستاد الرام. كان فيها آلاف الأشخاص، وكانت مباراة رائعة. انتهت المباراة بشكل رائع”. شجب نائب الكنيست أحمد طيبي أحداث العنف وكتب يقول: “من بقي من دون كهرباء” وظلام في عينيه في نهاية المطاف هي المباراة وليست سخنين. فالأضواء ساطعة في بئر السبع”.