يبدو وكأنه بيت بريء تمامًا من الخارج، حيث أنه من الصعب على من ينظر إليه أن يتصوّر ما يحدث في داخله. بوابة المدخل مزخرفة، أبواب فاخرة وأشجار نخيل في الحديقة النظيفة المُرتبة. ولكن، صُدمت شرطة المباحث الإسرائيلية مؤخرًا عند اكتشافها كيف تحوّل بيت كبير في حي فاخر في وسط إسرائيل إلى دفيئة متطورة لزراعة الماريجوانا، والتي تحوي داخلها حوالي 700 نبتة بالإضافة إلى معدّات تكنولوجية متقدمة للعناية بها. تقدر قيمة هذه النباتات بعشرات الملايين من الشواقل.
تعتقد الشرطة أن هناك حاليًا طلب كبير على الماريجوانا في إسرائيل، والسبب في ذلك هو أمني في أساسه. جاء بناء الجدار في السنوات الأخيرة على الحدود بين إسرائيل ومصر ليمنع دخول المتسللين والإرهابيين إلى إسرائيل، وتجسدت الآثار الجانبية لإنشائه بالانخفاض الحاد في حجم تهريب المخدرات من منطقة سيناء إلى إسرائيل.
تعتقد الشرطة أنه قد تم إيقاف تهريب الماريجوانا عبر الحدود بشكل تام تقريبًا. أدى ذلك إلى ارتفاع سعر الماريجوانا، لتصبح المتاجرة غير القانونية به مربحة أكثر.
وفقا لذلك، وَجدت مجموعات جنائية في إسرائيل وسيلة للتغلب على النقص في المخدرات، وذلك بزراعتها بنفسها. حيث صاغت المنظمات الإجرامية طريقة جديدة، والتي لم تثر الشك في بداية الأمر، وهي استئجار شقق فاخرة في أنحاء البلاد، وجعلها معامل لتنمية المخدرات.
كشفت الشرطة الإسرائيلية، وفي غضون ثلاثة أشهر، عن ستة من هذه المعامل ويقع جميعها في أحياء راقية. ولكن هذا لم يردع بتاتًا المنظمات الإجرامية المسؤولة عن المعامل، حيث تقدر الشرطة أن مقابل كل معمل زراعي لتنمية المخدرات يتم الكشف عنه، يتّضح وجود عشرات المعامل التي لا زالت تنشط بشكل مخفي وغير مكشوف.