بعد أقل من أسبوعين، سيتم افتتاح السنة الدراسية الأكاديمية الجديدة في إسرائيل ويبدو أن الغموض يكتنف مستقبل الكليات الصناعية والتكنولوجية. على الرغم من تسجيل ارتفاع، في السنوات الأخيرة، في عدد الطلاب الجامعيين الذين يختارون الدراسة في الكليات، إلا أن هذا ما زال غير كاف. إن الشركات الصناعية عطشى للمزيد من الأيدي العاملة، يُبلغ اتحاد أرباب الصناعة عن نقص كبير جدا في المهنيين.
تشير البيانات التي نشرتها دائرة الإحصاء المركزية أنه قد حدث نقص خلال هذه السنة فقط ، بلغ نحو 300 هندسي وفني في الصناعة خاصة ونحو 2500 هندسي وفني في الاقتصاد عامة.
توجد في إسرائيل اليوم 60 كلية تكنولوجية يتعلم فيها أكثر من 24 ألف طالب، وهم يشكلون 11 بالمائة من إجمالي عدد الطلاب الجامعيين في إسرائيل. بهدف فهم حجم النقص، تدعي د. يوخيفد بنحاسي أديب، رئيسة منتدى الكليات التكنولوجية، في مقابلة لها مع وسائل الإعلام أن “هناك 5,000 طالب جامعي يدرسون لنيل لقب هندسي. الجيش، الذي لا يكتفي بهم، يطالبنا بتوفير قوى عاملة له”.
تواجه الكليات التكنولوجيا في السنتَين الماضيتَين نضالا من أجل مستقبلها. “طيلة 30 سنة، لم تتغير ميزانيات الكليات” تقول بنحاسي أديب، محتجة في مقابلة لها مع صحيفة “يديعوت أحرونوت”. “يؤلمني أن أقول أن شخصًا ما في وزارة الاقتصاد قد نام أثناء الحراسة. لكي تتمكن الكليات من العمل عملا لائقا ومن أن تنتج للاقتصاد أشخاصًا جيدين، فإنها تحتاج إلى محاضرين أكفاء، كأولئك الذين يجلسون على عجلات الصناعة والتكنولوجيا. بينما يتقاضى المحاضر لدينا 100 شيكل مقابل الساعة (27.5 دولارًا)، فإن نظيره في الأكاديمية يتقاضى 300 شيكل مقابل الساعة (نحو 84 دولارًا). نحن بحاجة إلى معدّات جديدة، وهناك كليات في البلاد لم يتم تزويدها بالمعدّات منذ عدة سنوات. ليست لدينا القدرة الاقتصادية لمنح المنح لطلابنا”.
يبدو أن جهاز التعليم العالي أمام مفترق طرق: الجامعات، الكليات ومئات آلاف الطلاب الجامعيين في السنوات الأخيرة يواجهون واقعًا حساسا وليس جديدًا للغاية، يتألف من الانقلاب التكنولوجي والاقتصاد الذي أصبح اللقب الجامعي فيه بعيدًا كل البعد عن أن يضمن كسب رزق لائق.
وقد أعرب الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء، البروفيسور دان شخطمان من التخنيون في حيفا، عن قلقه قائلا: “الناس لا يريدون تعلم مهن تكنولوجية لأنها صعبة، ولذلك فهم يختارون المواضيع الأسهل. إنهم يريدون أن يديروا وليس أن يهندسوا. يجب معالجة هذه المشكلة من جذورها. يجب على الجهاز التربوي أن يشجع التربية العلمية أكثر بكثير في المدارس الابتدائية وفي المدارس الثانوية، لكي لا يتخوف الطلاب والطالبات من اختيار هذه المهن في دراستهم الأكاديمية”.
ويستشف من التقرير الذي أصدره مجلس التعليم العالي قبل عدة أشهر أنه في العقدين الأخيرين اجتاز جهاز التعليم العالي تغييرات دراماتيكية، تجسدت، من بين أمور أخرى، في عدد الذين يتعلمون في المؤسسات. الطلب الكبير على الدراسات العليا من جهة، وفتح المؤسسات الجديدة للتعليم العالي من جهة أخرى، قد أديا إلى وتيرة زيادة من 8.1% في معدل عدد الطلاب العام. ولكن في السنوات الأخيرة طرأ تباطؤ على وتيرة الزيادة، وبين السنتين 2011 و 2012، زاد عدد الطلاب بنسبة 2.8% فقط.