العزوبية المتأخرة لدى المتدينين في إسرائيل ليست بالأمر البسيط. يشعر المُتدينون، بينما عديدون من أقرانهم تزوجوا، بالحاجة إلى دخول مواقع التعارف، والخروج أكثر بمواعيد وفعل ما يُمكن فعله للعثور على الشريك أو الشريكة. يسمع العازب الإسرائيلي جملة “لديّ فتاة لأُعرفك بها” بشكل يومي.
بدأت مؤخرًا، ومع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، ظاهرة جديدة – عزباوات يهوديات في الثلاثينيات من العمر يكتبن بوستات جريئة على الفيس بوك يبحثن من خلالها عن عريس.
كلما زاد عُمر العزوبية، كلما زادت المشاكل الدينية غير البسيطة. يتم أحيانًا، خلال محاولة الالتزام بالوصايا والبحث عن عريس، التنازل عن سلوكيات دينية مُعينة، مع السنين. أحيانًا لا يكون هناك تشديد على مسألة تفادي التلامس، المُتبعة لدى المُتدينين، وحتى واجب الحفاظ على العذرية يتم خرقه في سن مُعينة. لا يتقبل المُجتمع اليهودي المتزمت هذه الأمور دائمًا بشكل جيد وتعامل أولئك العزاب مع المحيط يُصبح أصعب فأصعب.
مثال على ذلك هو وصية التطهير في حمام التطهير (Mikveh). حمام التطهير هو عبارة عن تجمع مائي لمياه غير مسحوبة، ويهدف استخدامه إلى تأدية فريضة التطهير من الدنس والنجاسة. على المرأة المتزوجة أن تتطهر كل شهر بعد الدورة الشهرية. ليست هناك حاجة للمرأة، ما قبل الزواج، للتطهير، ولا يجوز لها أن تُمارس الجنس. تطرح مسألة العزوبية المُتأخرة أسئلة جديدة، التي باتت تظهر أكثر فأكثر ويُمكنها أن تُغضب الحاخامات، مثل: هل يجوز للمرأة أن تتطهر في حمام التطهر قبل الزواج؟
كما وظهر موضوع آخر على إثر ظاهرة العزوبية الدينية المتأخرة في إسرائيل وهو موضوع الأولاد. تُبلّغ الكثير من العزباوات المُتدينات اللواتي قد وصلن إلى جيل يرغبن فيه بالإنجاب، خارج إطار الزواج، ويخشين من ردة فعل المُجتمع أو العائلة المُتدينة. السؤال الذي يُقلقهن هو كيف سيتم تقبل الطفل في المُجتمع الذي يُقدس العائلة الأصيلة؟
على الرغم من الضغط الذي يواجهه الأعزاب والعازبات، في الوسط الديني في إسرائيل إلا أن استطلاعًا أُجري في بداية السنة بهدف معرفة تفضيلات العزباوات في الوسط الديني وجد أن 77% منهن لا زلن يعتقدن أن الحب يسبق الزواج وهن مُستعدات للانتظار.