من المفروض إنه الكاتب يعرّف عن نفسه في افتتاح مدونة جديدة، هذا المتبع، ومثل إليزابيث في رواية “الأكل، الصلاة، والحب” راح أبحث عن نفسي معاكو، بدل ما “أقفر” للاستنتاجات…
الأسم: خضر أبو سيف
العمر: 25
المدينة: يافا
هاي المعلومات الأساسية عني. ممكن نضيف طبعا إني: بحب الرحلات الطويلة على الشاطئ، غروب الشمس والضحك… لكن هذا مش السبب يلّي من شانه اجتماعنا. أنا خضر، وأنا مثلي فلسطيني، عايش في أراضي 1948 حسب التسمية عند العرب، وفي إسرائيل حسب اسمها في سائر دول العالم، وهاي النقطة هي بداية الخربطة.
لو سجلتوا اسمي في “جوجل”، راح تكتشفوا إنه عدا عن “إني شاب في غاية الجمال”، أنا “ناشط عربي أناضل من أجل حقوق المثليّين والمثليات في تل أبيب يافا”. على فيس بوك، عندي أصدقاء زيادة عن اللزوم، وأنا بساهم في صياغة الرأي العام، وصوتي أحد الأصوات المميزة الشابة يلي نمت في المنطقة…
على راي إمي أنا بحاجة لعلاج.
أما جدتي، فبتقول إنه ناقصني تربية.
طيب، مين أنا؟
بفكر إني كل هاي الشغلات مع بعض…
في واقع مفعم بالتمزق والانفصال، بتيجي لحظة بقرر فيها الواحد يوقف على رجيله، ويفكر فِلّي عم بدور حوله، وبتوصل لقناعة إنه يتوجب عليه إحداث تغيير. ومثل ما بقول كل زعيم طائفة دينية بحترم نفسه: “التغيير ببلّش من جوا ” (مع إنه مدربي في النادي الرياضي بحكيلي العكس، على رايه “عضلاتك زادوا 2%، بعدك مثل البطاطا”. على كل حال، بطاطا ولا مش بطاطا، في سن 16 فهمت إني لازم أعمل إشي مع نفسي وبيئتي، وأحسن أقوم فيه بأسرع وقت ممكن.
والبداية كانت لما أعلنت عن ميولي الجنسية أو حسب التعبير الرائج “طلعت من الخزانة”.
وعشان الإعلان عن الميول الجنسية، أو الشذوذ في نظر البعض، أو “الطعلة من الخزانة”، لازم الواحد يلجأ لمبدأ واحد أساسي، خاصة في مجتمع مثل مجتمعنا، أنا بسميه “مبدأ المطرقة”. امرقوا على دكان للأدوات المنزلية، الأقرب إلى بيتكم، اشتروا مطرقة تزن خمسة كيلوغرامات، وقوموا بدعوة العائلة كلها لعرض فريد من نوعه، عرض يحدث مرة واحدة في الحياة، وابدأوا بالتحطيم أو التطبيش!
الدراما مضمونة؛ الأم راح تبكي لإنه هاي “الخزانة” كلفت مبلغ باهظً من المال، والأب راح يصرخ لإنه هاي “الخزانة” كبيرة لدرجة إنه لما جبناها على البيت، شافوها كل الجيران، والعيلة والأصدقاء وهي في طريقها لبيتنا، والجدة راح تمتنع عن التحدث معكم لعام على الأقل، وتهدد بنوبة قلبية مفبركة لأنها دفعت ثمنها خفية، لكن صراحة، الجميع كانوا يعرفوا، منذ أن بدأت بالزحف، بأن هاي “الخزانة” سيكون مصيرها التحطيم في يوم من الأيام.
آمل أن تكونوا فهمتوا الاستعارة. مع إنها مش معقدة كثير.
طيب مين أنا؟ مبين إنه لازم نكتشف هاي الشغلة مع بعض.. شوي شوي…
بكفي حاليًا…