بانا العابد ابنة الـ 7 سنوات، ووالدتها فاطمة لديهما حساب تويتر وهو حلقة تواصلهما الأخيرة مع العالم خارج حلب. قبل نحو شهرين افتُتِح حساب تويتر المميز، ويتابعه أكثر من 100,000 شخص. تحدثُ بانا متابعيها عبره باللغة الإنجليزية حول الحياة اليومية الصعبة في مدينة حلب – محاولةً عيش حياتها كطفلة، ومتابعة تعلمها ولعبها، وبين عيش حياة مريرة، يهدد الموت فيها الحياة يوميا.
نشرت بانا أمس في حساب تويتر التابع لها “تغريدتها الأخيرة”. أثناء التعرض للقصف الجوي الكثيف، كانت والدة بانا متأكدة أن هذه هي تغريدتهما الأخيرة التي تنشرانها، وأن ليس لديهما احتمال للبقاء على قيد الحياة. كتبت تغريدة لمتابعيها مُقشعرة للأبدان – “عندما نموت، تابعوا إسماع صوت 200,000 سوري ما زالوا يعيشون في هذه المدينة [حلب]. وداعا، فاطمة”.
لم تمت بانا ووالدتها جراء القصف أمس (الأحد)، ولكن هُدم منزل العائلة، وشاهدتا أقرباء العائلة وهم يموتون، وما زالتا تتعرضان للخطر. لقد غردتا اليوم عبر تويتر، أنهما ما زالتا تتعرضان لخطر القصف الجوي، وتعيشان لحظات ما بين الحياة والموت.
لقد أرسلت قبل بضعة أيام فقط مؤلفة كتاب “هاري بوتر”، ج. لك. رولينغ، إلى بانا كبادرة حُسن نيّة مؤثرة الصيغة الرقمية من الكتاب عبر الإنترنت. ولكن رغم الاهتمام، الدعم، والتشجيع التي تحظى به بانا من متابعيها حول العالم، فليست لديها إمكانية الهروب من واقع الحياة. وفي اليوم الذي بدأت فيه بانا بقراءة كتاب “هاري بوتر” بفرح، قُتلت صديقتها أمام أعينها، أثناء قصف على المدينة.
فمن جهة، قصة بانا ووالدتها مؤثرة ومثيرة للإحباط في أوساط متابعيهما، بسبب التعاطف المتزايد معهما والقلق على سلامتهما، ومن جهة أخرى بسبب الشعور بعدم القدرة على مساعدتهما. كل ما تطلبه بانا ووالدتها من متابعيهما هو “الصلاة من أجل خلاصهما”. لا يستطيع أي شخص مساعدتهما أكثر.
تدعو بانا وأخيها محمد ونور، متابعيهم في الفيس بوك إلى دعم وقف القصف على مدينة حلب: