أمس صباحا، عندما عُلم أنّ فلسطينيَين قد تسللا إلى كنيس يهودي وقتلا 4 مصلّين، اختارت CNN تحديدا أن تتحدث عن موت الإرهابيَّيْن على يد الشرطة الإسرائيلية كما لو كانا من الضحايا الأبرياء. جاء في عنوان التغطية أنّ “الشرطة الإسرائيلية قتلت فلسطينيين في القدس”، دون أي ذكر لما فعلوا أو للضحايا اليهود.
لاحقا، وخلال مقابلة مع رئيس بلدية القدس نير بركات مع القناة، كُتب بالخط الكبير أسفل الصورة: “هجوم قاتل على مسجد في القدس”. كان الأمر هذه المرة ببساطة تشويهًا للحقائق، وهناك من سيقول كذبا صريحًا. وخلال اليوم نشرت القناة اعتذارا واعترفت بأنها ضلّلت مشاهديها، ولكنها ادّعت أنّ الأمر لم يكن مقصودًا وأنّ المعلومات التي وصلتها كانت جزئية. لاحقا نُشرت إشاعات أنّ القناة تنوي إقالة المراسل الذي نقل هذه المعلومات الخاطئة.
ولكن الاعتذار كان كما يبدو قليلا جدّا ومتأخّرا جدّا. ولم يتوقف الناس في إسرائيل عن الحديث عن هذا الانحياز الخطير والمبالغ به للقناة، وسرعان ما بدأت تُنشر صور في الشبكة والتي تسخر من تغطية القناة البريطانية، المعروفة بخطّها المناصر للفلسطينيين، ولكن هذه المرة بالغت كما يبدو.
إحدى الصور الأولى التي نُشرت كانت لتغطية العملية في مركز التجارة العالمي، والمعروفة باعتبارها العملية الأكبر في التاريخ والتي قُتل فيها 2,998 مواطنا. أظهرت الصورة الساخرة صورة عن الشاشة لتغطية الـ CNN من ذلك اليوم، ولكن تمّ تغيير النصّ أسفل الصورة إلى “مقتل ثمانية سعوديين في حادث طائرة”، بشكل يعرض سخافة التحيّز.
بعد تلك الصورة بدأ طوفان لا يتوقف من الصور مع فكرة مشابهة: صورة لإعدام من قبل داعش كُتب تحتها “سكين تتمّ مهاجمتها من قبل أحد الأشخاص”، صورة من هجمة “بيرل هاربر” الشهيرة في الحرب العالمية الثانية، وكُتب تحتها “12 طيّارا يابانيّا ماتوا في حادث تحطّم”، صورة ل”ليلى الحمراء” والذئب من أسطورة الأطفال المعروفة، وكُتب تحتها “اعتداء رهيب على الحيوانات من قبل طفلة، كانت قد شوهدت آخر مرة وهي ترتدي ملابس حمراء”. وظهر هتلر في إحدى الصورة الأكثر تطرّفا، وكُتب تحتها: “مواطن ألماني ينتحر بعد أن غزت الولايات المتحدة ألمانيا”.