في الأسبوع الماضي، توفيت يافا غليك، عن عمر يناهز 51 عاما، وهي زوجة عضو الليكود اليميني، يهودا غليك، التي دعمت زوجها عندما كان مصابا بعد أن حاول شاب فلسطيني اغتياله في القدس. لدى عائلة غليك ثمانية أولاد، أربعة منهم أولاد يافا ويهودا، واثنان منهم ولدان بالتبني.
شارك الكثيرون في مراسم تعزية عضو البرلمان الإسرائيلي، المعروف بنضاله ضد تقييد دخول اليهود إلى منطقة الحرم القدسي الشريف. وقد جاء العديد من أعضاء الكنيست من الليكود والجيران الفلسطينيين، الذين يعرفون غليك منذ سنوات، لتعزيته. كما هو معروف، يعيش غليك مع عائلته في مستوطنة عتانيئل، جنوب جبل الخليل، ولكن لم تمنع هذه الحقيقة سفير الولايات المتحدة الأمريكية في إسرائيل، ديفيد فريدمان، من الوصول إلى المستوطنة المتدينة في الضفة الغربية وتعزية عضو الكنيست، غليك، المثير للجدل.
وأكثر ما أثار الدهشة هو أقوال غليك، أمس (الإثنين)، من على منصة الكنيست التي أوضح فيها أنه تلقى رسالة تعزية بعد وفاة زوجته من الدكتور عز الدين أبو العيش، الطبيب الفلسطيني الذي خسر خلال عملية “الرصاص المصبوب” ثلاث من بناته، اللواتي قتلن بعد أن تعرضن لقذائف الجيش الإسرائيلي.
الدكتور عز الدين أبو العيش هو طبيب فلسطيني، مشهور في إسرائيل، وُلد في غزة وأصبح أول طبيب من غزة يعمل في مستشفى إسرائيلي وكان واحدا من بين الغزيين القليلين الذين دخلوا إلى إسرائيل بشكل منتظم حتى بعد سيطرة حماس على القطاع. وقبل نحو ثلاثة أشهر من اندلاع حملة “الرصاص المصبوب” (كانون الأول 2008)، توفيت زوجته وأصبح يعتني بأولاده الثمانية وحده.
بعد الكارثة، أنشأ الدكتور أبو العيش صندوقا لذكرى بناته الثلاث، يدعى “”Daughters for Life” لتعزيز التعليم وتيسير وصول الفتيات والنساء إلى خدمات الصحة في غزة والشرق الأوسط.
في صيف 2009، سافر مع عائلته إلى كندا بعد أن حصل على وظيفة لخمس سنوات في جامعة تورونتو. وبالإضافة إلى عمله في المجالين الطبي والعلمي، فهو يحاضر بشكل ثابت عن قصة حياته ومأساته، وعن الحاجة إلى السلام منعا لوقوع المزيد من الضحايا. في عام 2015، حصل الدكتور عز الدين أبو العيش وسائر أفراد عائلته على جنسية كندية.