لقد وضَعت العملية الإرهابية التي جرت هذا الأسبوع في فرنسا، التي قُتل فيها 12 شخصا، على جدول الأعمال العالمي سؤالا ليس سهلا: إلى أي مدى، لو جاز، يمكن انتقاد الإسلام العلني؟ يؤيد العالم الغربي حرية التعبير ويؤمن أن كل إنسان يحق له التعبير عن رأيه، لكن في السعودية ليست هناك حرية تعبير كهذه.
إن فقدان حرية التعبير في السعودية يشعر به جيدا الصحفي رائف بدوي، الذي شغّل موقع الشبكة :”الليبراليون السعوديون”، وكتب فيه بحرية مقالات حول الإسلام، لم تعجب الحكومة السعودية. اعتُقل بدوي واتُهم بالكفر لأنه “ازدرى الإسلام في موقعه على الشبكة”، وفي شهر تموز 2013 صدر العقاب: 7 سنوات سجن و 600 جلدة.
لم يتنازل بدوي واستأنف الحكم، لكن المحكمة العليا في سلطة القضاء السعودي قررت تصعيد عقوبته، وقررت أن عقابه سيكون 10 سنوات في السجن وألف جلدة. بالإضافة إلى العقاب الصعب حُكم عليه بدفع غرامة مليون ريال سعودي (266,000 دولار)، وأغلِق موقعه على الإنترنت. عدا عن البدوي، حُكم على محاميه بالسجن لمدة 15 سنة ومُنع من الخروج من السعودية لمدة 15 سنة أخرى بعد ذلك، بسبب الاستهزاء بالسلطة، التحريض العلني وإهانة مؤسسة القضاء السعودية.
حسب التقارير في الإعلام العربي، اتصل بدوي من السجن بعائلته وقال لهم إنه سيبدأ بتلقي عقوبته بالجلد اليوم – الجمعة- بعد صلاة الجمعة، خارج مسجد في جدة. حسب التقارير، يُتوقع أن يتلقى 50 سوطا كل أسبوع خلال العشرين أسبوعا القادمة.
ويرى العالم الغربي صعوبة في تقبّل عقوبة البدوي. طلبت الولايات المتحدة، حليفة السعودية، أمسِ رسميا إسقاط عقوبة الجلد عن بدوي. فضلًا عن ذلك، تعتقد منظمات حقوق الإنسان في أرجاء العالم، التي تُطالب ملحّة بإلغاء العقوبة، أن العقوبة هي جزء من قمع النقد وحرية الصحافة. تُطالب منظمات حقوق الإنسان السعوديةَ بتبني أنماط تعبير عن الحرية أكثر، لتمكن الصحفيين من النقد.