يقف السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة، رون بروسور، على رأس الجبهة الدبلوماسية التي تجريها إسرائيل لتبرير سياساتها بعد اختطاف الشبان الثلاثة في الضفة الغربية. تعتبر الأمم المتحدة ساحة غير بسيطة بالنسبة لإسرائيل، لأنّ العدد الكبير للدول العربية يمكّنها من تمرير كلّ قرار – تقريبًا – يدين دولة إسرائيل.
في إطار هذه المهمّة المستحيلة، يحاول بروسور الدفاع بكلّ ما في وسعه عن الموقف الإسرائيلي المهاجَم من قبل الدول العربية. في خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، اختار بروسور استخدام جملة عربية من أجل شرح موقف الدول العربيّة بخصوص حادثة الاختطاف.
أوضح بروسور أنّ العدوان الأول الذي أثار ردّ الفعل الإسرائيلي هو اختطاف الشبان، ولذلك فإنّ الشكاوى من موجة الاعتقالات الإسرائيلية في الضفة ليست سوى نفاق. ولذلك وجد بروسور أنّه من المناسب استخدام الجملة “ضربني وبكى سبقني واشتكى”. بدايةً، فإنّ حركة حماس الفلسطينية اختطفت الشبان الإسرائيليين، وبعد ذلك اختارت أن تشتكي في الأمم المتحدة على ردّ الفعل الإسرائيلي لهذا العدوان.
وكرّر بروسور في خطابه مطالبته أمام المجتمع الدولي الإدانة الشديدة لعملية الاختطاف، وأنه يجب أن يُفهم دائمًا وأبدًا أنّ إضفاء الشرعية على حماس هو خطأ مأساوي، حيث يدفع المواطنون الإسرائيليون ثمن ذلك. وقد أعرب بروسور عن عدم رضاه عن كلام نائب المتحدث باسم سكرتير الأمم المتحدة، الذي قال إنّه ليس مؤكدًا أنّ الشبّان قد اختُطفوا. وذلك بخلاف موقف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي أدان الاختطاف بوضوح.
وقد أدان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أيضًا عملية الاختطاف بكلّ شدّة. قال بان في لقائه أمس مع رئيس دولة إسرائيل، شمعون بيريس: “ليس هناك ولن يكون أيّ مبرر لاختطاف الشبان الثلاثة”، ودعا إلى إرجاع الشبان لبيوتهم في أسرع وقت ممكن.
رغم الأوضاع المعقّدة التي يواجهها بروسور في الأمم المتحدة، فقد كان باستطاعته تلخيص الأسبوع الماضي بنجاح، حيث تمّ إحباط المحاولة الفلسطينية لإدانة إسرائيل في الأمم المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، نجحت إسرائيل في تعيين ممثّلها في لجنة الشؤون السياسية التابعة للأمم المتحدة رغم معارضة الدول العربيّة، بل وتعيين ممثّلها في لجنة الأمم المتحدة لمنع التمييز ضدّ المرأة.