في الأشهر الأخيرة، نشهد ظاهرة متنامية لدى الصحفيين، المفكّرين، وأصحاب الرأي العرب من مختلف دول الشرق الأوسط الذين يتحدثون لصالح إسرائيل ويستنكرون التطرف الإسلامي.
مؤخرا، امتلأت الشبكات الاجتماعية بمقاطع فيديو لشخصيات عامة مسلمة توضح لماذا من المهم الاستماع إلى إسرائيل بشأن قضايا مختلفة، وحتى فهمها وقبولها. وقد أثارت مقاطع الفيديو هذه، بطبيعة الحال، ردود فعل غاضبة كثيرة واحتجاجا لدى المتصفحين العرب والمؤيدين للفلسطينيين، الذين يعارضون بشدة التعبير عن أي موقف إيجابي تجاه إسرائيل.
إن التصريحات العلنية التي أدلى بها صنّاع الرأي العام العربي الذين يؤيدون موقفا إيجابيا تجاه إسرائيل ليست مفهومة ضمنا، إذ نادرا ما ظهرت مثل هذه التصريحات في الماضي، والآن يخشى أصحاب هذه الآراء من الكشف علنا عن مواقفهم المثيرة للجدل. لكن في الآونة الأخيرة، هناك أصوات متزايدة تناشد التطبيع مع إسرائيل.
مثلا، يمكن سماع مثل هذه التصريحات من الكاتب السعودي أحمد الفرج الذي قال في مقابلة مع قناة سعودية في شهر تشرين الأول الماضي أن التطبيع مع إسرائيل وارد في جدول أعمال السعودية. حسب تعبيره، “إن إنهاء العلاقات مع إسرائيل سيكون خطوة غير ناجعة. لا يُفترض أن نحب بعضنا البعض، ولكن علينا أن نعيش معا. عندما تستدعي الحاجة سأدعم التطبيع”.
https://www.facebook.com/memri.org/videos/10155879587009717/
وورد تصريح آخر مثير للاهتمام من الكاتب الكويتي، عبد الله الهدلق، الذي قال في مقابلة معه في الشهر الماضي إن إسرائيل دولة مستقلة ومشروعة وليست دولة احتلال. وأضاف: “إن وجود إسرائيل هو حقيقة، فلديها مقعد في الأمم المتحدة، وتعترف بها معظم البلدان الديمقراطية والداعمة للسلام”. وأعرب أيضا: “لديها مراكز علمية وجامعات لا مثيل لها حتى في أقوى الدول العربية، لهذا فهي تعتبر دولة لا منظمة إرهابية”.
وقد حققت موجة التصريحات الإيجابية زخما في الأسابيع الأخيرة، بعد أن أدى إعلان ترامب عن القدس عاصمة لإسرائيل إلى أن تتصدر القضية الحساسة حول القدس العناوين الرئيسية. فبعد سنوات كانت فيها هذه القضية خامدة نسبيا، نظرا لأن الوضع الراهن في القدس لم يكن واضحا، لأن الكثيرين اختاروا عدم التعامل مع هذه القضية الحساسة، بات هذا الموضوع يحقق اهتماما واسعا وتغطية في وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية.
بالإضافة إلى الانتقادات وردود الفعل القاسية التي سُمعت في العالم العربي بعد إعلان ترامب، كان من الممكن سماع تصريحات أخرى مثيرة للاهتمام أدلت بها عناصر عربية زعمت أنه يجب الاعتراف بإسرائيل وفهم مطالبها. ومن أبرز الأصوات في هذا السياق هو صوت عبد الحميد الحكيم، مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية في مدينة جدة السعودية.
وقد أجرى مؤخرا مقابلة مع شبكة “الحرة” لافتا فيها إلى أن إعلان ترامب سيساعد على دفع مفاوضات السلام قدما موضحا أنه من المهم الاعتراف بالجانب الآخر وفهم مطالبه. حسب تعبيره، “نحن العرب علينا أن نعترف بأن القدس هي رمز ديني يهودي ومقدسة لدى اليهود كما أن مكة والمدينة المنوّرة مقدستين لدى المسلمين”.