توجه جنود احتياط إسرائيليون بخطاب إلى رئيس الأركان الإسرائيلي، مطالبين تجنيدهم من أجل علاج السوريين على الحدود الإسرائيلية-السورية. فقام قائد سرية في واحدة من الوحدات الطبية التابعة للجيش الإسرائيلي بإعداد رسالة، وقبل إرسالها وقع معظم جنود الوحدة عليها.
وكتب الجنود المُسرحون في الرسالة التي لم يكن من المفترض أن تُنشر: “نتوجه إليك لتجنيد وحدتنا في إطار أمر التجنيد الفوري”، لتقديم العلاج الطبي للمواطنين السوريين الجرحى. وأضاف الجنود “نعرف تمامًا الاعتبارات الأمنية والسياسية ولكن هناك أهمية للقيم والحق والأخلاق أيضا. علينا أن نطالب أنفسنا بأن نفعل ذلك باسمها”.
أضاف الجنود أقوالهم مشيرين إلى الهولوكوست الذي تعرض اليهود له، “قبل أقل من 70 عاما ذُبِح أبناء شعبنا من العجزة والنساء والأطفال”. وتأتي تلك المطالبة نتيجة الصدمة القومية التي تدفعهم نحو طلب تجاوز السياسة الإسرائيلية وتقديم المساعدة الإنسانية لمواطني سوريا، التي تُعتبر دولة عدوة إسرائيل.
في المقابل، تُنظم جمعية “عمل الله” حملة لجمع التبرعات في وسط تل أبيب وذلك يوم الأحد الذي يُصادف فيه عيد الأنوار اليهودي (السبت 24.12.16). غالبا، في عيد الأنوار تضاء الشموع كل ليلة، وتناشد الجمعية هذا العام بتكريس مراسم العيد اليهودي للشعب السوري.
تعمل جمعية “عمل الله” منذ خمس سنوات على تقديم المساعدات الإنسانية وإرسال مئات الرزم من الطعام يوميًا إلى المواطنين في الجانب السوري من الحدود. يأتي تمويل الجمعية من تبرعات شخصية من أنحاء العالم، ومعظم متبرعي الجمعية هم يهود. ويقول “موتي كهانا” مؤسس الجمعية: “هنالك آلاف السوريين الذين تلقوا علاجا طبيا في المستشفيات الإسرائيلية ويتلقى آلاف السوريين رزم الطعام التي نرسلها، على الرغم من أنهم طوال حياتهم علّموهم أننا نحن الشيطان”.
يتحدث كهانا حتى عن هدفه وهدف الجمعية: “أنا أولاً يهودي، ومن ثم إسرائيلي أو أمريكي”، وأضاف أن “يُقتل الأطفال والنساء في سوريا يوميًا. ويحظر علينا نحن اليهود، أن نسكت على ذلك”.
تقوم الجمعية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، ضمن برامجها المتنوعة، بإقامة “منطقة آمنة” في الجولان السوري. وفقًا لرؤيا الجمعية، يُمكن للمواطنين السوريين في هذه المنطقة وكذلك اللاجئين السوريين الذين لجأوا إلى أوروبا أن يكونوا في أمان من عمليات النظام ومن الجماعات المُسلحة المتطرفة مثل داعش، وأن يتلقوا العلاج الطبي والإنساني، وأن يحسّنوا ظروفهم الحياتية.
وهناك مبادرة إسرائيلية أخرى تسمى بـ “السوريون جيراننا.. الجار للجار” ونجحت من خلال حملة تمويل جماعي عبر الإنترنت في تجنيد نحو 100,000 دولار. جاءت هذه المبادرة كمبادرة مدنية تطوعية دون دعم من أية جهة، تعاون مع منظمة IFA الإسرائيلية. ستُستخدم الأموال التي تبرع بها الإسرائيليون لشراء الأطعمة والأدوية والمعدات الشتوية، ولا سيما للأولاد، وستُنقل إلى تركيزات السوريين الذين نازحونا من مناطق القتال.