يصادف شهر رمضان هذه السنة في منتصف أشهر الصيف الحارة، وثمة مسلمون كثيرون في مختلف أنحاء العالم يضطرون إلى الصوم ما معدله أكثر من 15 ساعة كل يوم ولمدة شهر كامل. إلى جانب الروحانية والتضحية العائلية والمجتمعية التي تميز هذه الفترة، يجتاز جسم الصائم عمليات جسدية لا مثيل لها تؤدي إلى صداع، دوران، عصبية وضعف. بهدف تخفيف الغضب والوهن خلال الصوم، قمنا بجمع بعض النصائح التي تتيح اجتياز هذه التجربة بسهولة إلى حد ما.
كما هو معلوم، يطرأ خلال الصوم هبوط في مستوى السكر في الدم في أعقاب قلة تزويد الجسم بالغذاء. يشكل السكر مصدر الطاقة الأساسي في الجسم وبالأساس لخلايا المخ والجهاز العصبي المركزي. في وضع من قلة تزويد الجسم بالطاقة الضرورية، يُضطر الجسم إلى استخدام مجمعات السكر الموجودة في الجسم. هذه المجمعات هي مجمعات محدودة وحين تشحّ يُضطر الجسم إلى استخدام مجمعات الدهون لتوفير ما يحتاجه من الطاقة.
ينجح المخ في استخدام الدهون كمصدر طاقة، ولكن هذا الأمر يكون منوطًا بأعراض جانبية تتجسد بالعصبية، التعب والصداع.
يشكل الماء نحو 60% من وزن جسمنا ولذلك فإن التغييرات في موازنة السوائل في الجسم، في فترة الصوم، تصعب عمل كافة أجهزة الجسم. إذن، ما الذي يتعيّن علينا فعله بهدف التخفيف من الإحساس بالتعب، العصبية والصداع؟
- من المهم أن نشرب طيلة الليل ما قبل الصوم 8-10 أكواب من الماء. الامتناع عن الشرب الحلو أو المالح (الشوربات) لأنها تزيد من الإحساس بالعطش.
- تؤدي ظروف العبء إلى فقدان السوائل ولذلك من غير المستحسن التعرض إلى الشمس، بل يجب المكوث في أماكن باردة قدر الإمكان.
- امتنعوا عن النشاطات الجسدية المكثفة. تزيد النشاطات الجسدية فقدان السوائل بهدف تبريد الجسم، ولذلك حتى في هذه الحالة يوصى بالتقليل من النشاطات الجسدية خلال يوم الصوم.
- يوصى جدا باستخدام زيت الجريبفروت. يمكن قبل الصوم تنقيط قطرتين في كأس ماء وشربه. كما يوصى بدهن قطرة من هذا الزيت أيضا على البطن وعلى الحنجرة.
- بهدف الحفاظ على مستوى السكر في الدم، يوصى بتناول نشويات مركّبة مثل الخبز، الكريكر، الأرز والباستا بكميات قليلة خلال الفترة الواقعة بين وجبة الإفطار والإمساك. هدف النشويات المركبة هو تعبئة مجمعات النشويات الموجودة في الكبد وفي العضلات، لأن هذه المجمعات هي أول ما تفرغ أثناء الصوم.
- خلال وجبة الإفطار، أضيفوا إلى مائدتكم الخضار بهدف زيادة كمية الألياف الغذائية في الطعام. تبطئ الألياف امتصاص النشويات في الدم وتساعد على الحفاظ على استقرار مستوى السكر في الدم.
- يوصى بتفضيل تناول الأسماك على اللحم. يتم هضم اللحم ببطء وهو سرعان ما يتعفن في الأمعاء. هذا يشكل تحفيزا للجهاز الهضمي، تتم ترجمته إلى جوع.
- كما أن الإفطار بعد الصوم يجب أن يتم بشكل حكيم. من المفضل البدء بكأس واحدة أو كأسين من شراب محلى أو ماء. يمكن إنهاء الصوم أيضا بتناول التمر، كأس شاي محلى بملعقة من السكر أو العسل أو بفنجان من القهوة المحلاة بملعقة من السكر. يُستحسن عدم إنهاء الصوم بأغذية غنية بالدهون مثل البيتسا أو الشاورما بالخبز العربي. يصعّب الدهن عملية العودة إلى الأكل بعد الصوم. بعد ساعة أو ساعتين فقط، يمكن تناول وجبة كاملة بكل مكوّنات الأغذية ولكن هنا أيضا يُفضل التقليل من الدهون والبدء بكميات صغيرة.
لا تشكل هذه النصائح المقدمة في هذا المقال بديلا لاستشارة الأطباء وهي موصى بها للأشخاص المعافين صحيا بشكل عام فقط. رمضان كريم