اجتمع مجلس الأمن اليوم (الخميس) في جلسة خاصة بناء على طلب بعض الدول العربية بعد العملية الإسرائيلية “الجرف الصامد” على قطاع غزة. ومن المتوقع أن يلقي بان كي مون كلمة في الجلسة المفتوحة، وكذلك سفير إسرائيل رون فروشوار، والمندوب الفلسطيني رياض منصور.
حذر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن ثمة قلقًا من أن تشنّ إسرائيل حملة برية على قطاع غزة إن لم تتوقف حماس عن إطلاق القذائف والصواريخ نحو المناطق الإسرائيلية. لقد قال: “تواجه إسرائيل مخاوف أمنية واضحة. وأستنكر إطلاق الصواريخ نحوها”. كما واستنكر الاستعمال المفرط حسبما قال- للقوة العسكرية، وأكّد أن من يعترض على وقف إطلاق النار هم قائدَي حماس، خالد مشعل وأبو مرزوق.
“أستنكرٌ وقوع الضحايا في غزة. ويعود هذا إلى عدم مسؤولية حماس ورد فعل إسرائيل”، قال بان. “مرة أخرى، يدفع المواطنون الأبرياء الثمن. إنما خشيَتي على سلامة المواطنين. ويجب على الجانبين أن يحترموا القوانين الدولية”، أضاف.
وقال المندوب الفلسطيني منصور إن إسرائيل تسفك دماء فلسطينيين أبرياء، متهمًا إياها بالمسؤولة عن “التدهور السريع للوضع الإنساني في غزة”. كما وأكد على أن أغلب السكان في المناطق التي قصفها الجيش الإسرائيلي هي مخيّمات وأن نصفها من الأطفال. “نحن ندحض ادعاء إسرائيل أن السكان في غزة يستخدمون درعًا واقية”.
وأسمع المندوب الإسرائيلي في الأمم المتحدة في مستهل كلامه إنذارًا وقال للموجودين في القاعة: “لديكم 15 ثانية لتنجوا بأرواحكم”.
وبعد أن ينهي الثلاثة كلامهم، ستُعقد في مجلس الأمن جلسة مغلقة كي يتباحثوا في الوضع القائم. ويتوقع أن تطلب الأردن، مندوبة المجموعة العربية في مجلس الأمن، إدانة لعملية إسرائيل على غزة، لكن لن تتيح الولايات المتحدة، بريطانيا وفرنسا ذلك- ثلاث من خمس دول دائمة العضوية في مجلس الأمن التي تملك حق النقض.
إن السلطة الفلسطينية متورطة في محاولات الوساطة مع حماس بهدف التوصل إلى وقف إطلاق النار على إسرائيل. ولقد قال مسؤول فلسطيني رفيع المستوى للإعلام الإسرائيلي إن دبلوماسيين أمريكيين أجرَوا أمس (الأربعاء) زيارة إلى رام الله مع ممثلين للسلطة. حسبما قال، طلب الطاقم الأمريكي من مسؤولين في السلطة للعمل ضدّ حماس من أجل الوصول لوقف إطلاق النار نحو إسرائيل.
لقد توجه مسؤولون في السلطة حقًا إلى حماس، لكنهم فهموا أن المنظمة المسيطرة على قطاع غزة غير معنية بوقف إطلاق النار. بل وادعى رجالها أنه “ليس هناك شيء للتحدث حوله”. لقد ادعى المسؤول أن الفريق الأمريكي التقى مع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وسمع منه أمورًا مشابهة لما قالته حماس. لا يريد نتنياهو الوساطة الأمريكية أو غيرها لوقف إطلاق النار ويوحي بأن نيته الاستمرار في محاربة حماس.