يضع كل رجل يهودي من الفقراء والأغنياء، الكبار والصغار قلنسوة عند تأدية الصلاة في الكنيس وسعرها غالبًا حتى 20 دولارا، وربما أقل. ولكن أدت هجرة أثرياء يهود من روسيا وأوروبا إلى تغيير في مجال القلنسوات أيضا، إذ يبدو أنه حتى الآن كان سعرها عادلا وكان في وسع الجميع شرائها.
القلنسوة التي يضعها اليهود والمتدينون عادة على رؤوسهم في الأعياد وعند تأدية الصلاة في الكنيس، مصنوعة من قماش أو أنه تمت حياكتها، وهي ناعمة ومستديرة. تشكل القلنسوة رمزا على مخافة الله، ولكن صرعة القلنسوات الجديدة تشير إلى شيء مختلف تماما.
وبدأ حانوت عريق في الحيّ اليهودي في القدس ببيع قلنسوات بأسعار خيالية تصل إلى آلاف الدولارات. هذه القلنسوات ليست مصنوعة من القماش بل من جلد إيطالي مميّز وتصنع يدويا، وتصل في علب خشبية فاخرة. يصل سعر قلنسوة مصنوعة من جلد التمساح في الحانوت إلى 1150 دولارا وسعر قلنسوة مصنوعة من جلد ثعبان البيثون إلى نحو 1500 دولار. “لن يضع مَن يرتدي بذلات غوتشي بسعر عشرات آلاف الدولارات قلنسوة سعرها نحو 50 دولارا”، يدعي صاحب حانوت يستورد قلنسوات جلد فاخرة.
ويبدو أن هناك تناقض في إعداد الأغراض اليهودية مثل القلنسوة المصنوعة من جلد الأفعى والتمساح اللذين يعدان حيوانين دنسين وفق اليهودية. في اليهودية يجب تحضير أدوات الصلاة اليهودية، مثل التوراة أو التيفيلين، من جلد حيوانات حلال وفق اليهودية فقط. وفق أقوال البائع فإن “القلنسوة ليست مقدسة مثل الأغراض الأخرى، لهذا ليست هناك تقييدات على المواد التي يمكن استخدامها عند إعدادها”. يبدو أن عدم وجود التقييدات هذا يعود إلى أنه لم تخطر في بال الفقهاء اليهود هذه الفكرة حتى الآن، ولكن قريبا ستخصص فتوى جديدة فيما يتعلق بصرعة القلنسوات المصنّعة من الجلد والمثيرة للجدل.