في هذه الأيام، يُجرى في جنوب فرنسا “مهرجان افينيون” وهو أحد المهرجانات المسرحية الكبيرة والمشهورة عالميا. ولكنه يثير هذه السنة نقدا وغاضبا عارما، لأنه يتضمن من بين العروض مشهدا حول الإرهابي محمد مراح، وهو مسلم من جزائي، نفذ عملية في عام 2012، في مدرسة يهودية في تولوز، أسفرت عن مقتل ثلاثة أطفال ومعلمة، ونفذ عمليتين أخريين أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود فرنسيين.
وتعرض المسرحية اللحظات الأخيرة من حياة مراح، عندما كان مختبئا في شقته بعد أن نفذ العملية في المدرسة اليهودية. ولكن بعد حصار دام 30 ساعة، اقتحمت الشرطة الشقة وقضت عليه. يستند المشهد “أنا والموت الذي أعشقه كما تعشقون الحياة”، على حوار يدور بين شرطي من وحدة محاربة الإرهاب ومراح أثناء محاصرته.
وتتهم عائلات الضحايا مخرج المسرحية، وهو محمد قاسمي الجراري، لأنه يعرض مراح كبطل، لهذا قدمت إلى الشرطة في باريس شكوى ضد المهرجان والمشهد الذي يُشجع الإرهاب.
وتستند الانتقادات ضد المسرحية على أن الحوار بين الشرطي ومراح يعرض الأخير بصفته شابا عاديا وقع ضحية للبيئة وعمل بناء على الإحباط. وقد كتب الممثل الذي يؤدي دور مراح في المسرحية في منشور: “كان مراح إنسانا قبل أن يصبح وحشا”.
ويعارض المخرج قاسمي الانتقادات ضد المسرحية. فكتب احتجاجا عليها “تفاجأت من ردود الفعل”، وأضاف “لن نحل المشكلة إذا غضينا الطرف. فالمسرحية تهدف إلى إثارة الصدمة وطرح الأسئلة، وهي لا تهدف إلى تأهيل مراح الراحل مُجددا، بل تطرح أسئلة حول الوحش من صنع المجتمع”.