لقد تحوّل زيت الزيتون منذ وقت طويل إلى رمز من رموز منطقة البحر المتوسط، ويلعب دورًا مركزيًا في المطبخ الإيطالي، الإسباني، اليوناني، وفي إسرائيل أيضًا.
تظهر معطيات “فرع الزيتون في سلطة النباتات الإسرائيلية”، أن إسرائيل هي إحدى الدول الرائدة في العالم في مجالات الاهمتام بزيت الزيتون مثل البحث، العناية، التربية وجودة الزيت. نظرًا للتشديد الكبير على ظروف التربية، طريقة قطف الزيتون وتوقيته، وصول الزيتون إلى المعصرة بسرعة، وكذلك بفضل التقدم التكنولوجي في المعاصر، فإن جودة زيت الزيتون الذي يتم استخلاصه في إسرائيل هي من بين المنتجات الأعلى في العالم. في العام الحالي، تم في إسرائيل إنتاج 18000 طن من زيت الزيتون ذي جودة عالية.
يكثر استخدام زيت الزيتون في الطبخ، القلي، والتتبيل، وهو معروف أيضًا بميزاته الجمالية (استُخدم طوال مئات السنين كمركب في المستحضرات المختلفة مثل الصابون، المراهم، العناية بالشعر، وغير ذلك). بسبب صعوبة إنتاجه وسعره الثمين، يعتبر الزيت ذا أهمية وميزات مقدسة، ولذلك تم استخدامه على مر التاريخ لتتويج الملوك والتقديس.
ولم يحصل على “السُمعة الحسنة” صدفة. يتحلى زيت الزيتون بميزات طبية ممتازة، ويتم إنتاجه بالعصر البارد (عن طريق الضغط فقط)، الذي لا يشتمل على عملية التصفية، وهكذا يتم الاحتفاظ بجميع المواد الموجودة فيه مثل الفيتامينات والمواد الفعالة الضرورية لجسمنا.
يساعد على تقليل مستويات ضغط الدم والكولسترول، ويحتوي على الكثير من المواد المضادة للأكسدة. يزيد زيت الزيتون أيضًا من الحساسية للإنسولين، ويساعد على منع الإصابة بالسكري (مقارنة بالزيوت الأخرى التي تسبب العكس تمامًا).
يمكن أن يساعد زيت الزيتون أيضًا على تقليل احتمال التعرّض إلى سرطان الثدي، غدة البروستات، والأمعاء الغليظة، وذلك بسبب أهميته في حماية مبنى الـ DNA. وتظهر الأبحاث أن ظاهرة انتشار السرطان على أنواعه هي أقل حدوثًا في دول منطقة البحر المتوسط حيث يتم استهلاك زيت الزيتون كثيرًا.
بشكل مفاجئ، ورغم وجود علاقة بين الزيت والسمنة، فقد كشفت الأبحاث أن تناول زيت الزيتون في التغذية اليومية، يساعد في الحفاظ على الوزن، حيث أنه يسهم بشكل كبير في منح الشعور بالشبع. وأخيرًا، يمكن أن يساعد زيت الزيتون أيضًا على أداء الدماغ الذهني لوقت طويل، وأن يساهم في الحفاظ على صحة العظام.
لا شك أنه يجدر بكم أن تستهلكوا كمية أكبر منه في الأطعمة اليومية التي تتناولونها، واستبدال حتى ولو قسم قليل من الزيت العادي الذي تستخدمونه بزيت الزيتون. سأقدم لكم وصفتين بسيطتين ولذيذتين، يجدر دمجهما في الوجبات الخفيفة في الحياة اليومية. (بالمناسبة، أنا شخصيًا، أحب كثيرًا وضع القليل من زيت الزيتون في وعاء صغير مع خل البلسمك، والتغميس. (لا يوجد أروع من هذا).
الوصفة الأولى معدّة لمدهون أخضر رائع يرتكز على زيت الزيتون، ويمكن تناوله مع الخبز، استخدامه لصلصة المعكرونة، أو الصلصة عمومًا، ليضفي نكهة رائعة. نقوم بطحن نصف كأس من زيت الزيتون ذي جودة جيدة، ضمة أو اثنتين من أوراق الريحان التي تم فصلها عن السيقان، ضمة بقدونس وضمة كزبرة تم فصل أوراقها أيضا، 4 حتى 5 أسنان من الثوم، عصير من ليمونة واحدة، نصف كأس من الجوز أو اللوز، القليل من الفلفل الحار (حسب الذوق)، ملح وفلفل أسود. بعد الطحن، يتم الحصول على مدهون لزج، غني ولذيذ، يمكن حفظه في الثلاجة لوقت طويل.
الوصفة الثانية تتطلب الطبخ الخفيف، نضع في مقلاة زيت الزيتون وطماطم الشيري المقطعة إلى نصفين لعدة دقائق فقط على نار متوسطة لمدة 5 حتى 7 دقائق. نضيف الثوم ونخفف اللهب تمامًا، لمدة 3 دقائق أخرى، حتى تصبح الطماطم رخوة. نضيف مكعبات من الجبنة المالحة الصلبة (يفضل استخدام جبنة الماعز، لكن ليس ضروريًا)، ونقوم بالتحريك لبضع دقائق أخرى. نضيف الزعتر، والقليل من الملح والفلفل الأسود، ونخلط مرة أخرى ثم نقوم بتقديمه. بالصحة والعافية!