“نريد تعويضات عن الضربات العشر التي نزلت على أجدادنا نتيجة لعنات أجداد اليهود. لم يكن على آبائنا أن يدفعوا ثمن أخطاء مَن كان حاكم مصر حينذاك، الذي تدعوه التوراة فرعون. ما كُتب في التوراة يُثبت أنّ فرعون كان هو مَن اضطهد بني إسرائيل، لا المصريون أنفسهم. لكنّهم أنزلوا بنا ضربة جراد قضت على الزراعة كلّها، ضربة دم حوّلت جميع مياه النيل إلى دم بحيث لم يستطِع أحد أن يشرب لوقتٍ طويل، ضربة ظلام أضحى فيها نهار مصر حالكًا كَلَيلِها لعدّة أيّام، ضربة ضفادع، ضربة قتلت جميع الإبكار، وغيرها”، كتب الصحفي.
وليست الضربات السبب الوحيد الذي يفرض على الإسرائيليين دفع تعويضات لمصر. فحسب ادعائه، خلال السنوات الأربعين التي تاه فيها بنو إسرائيل في البرية، استخدَموا موارد عديدة لا بدّ أنهم أخذوها من مصر، إذ لا يمكن أن تكون معهم بشكلٍ طبيعيّ في البريّة. “الذهب، الفضّة، الحجارة الكريمة، القماش، الفرو، الخشب، واللحم” – هذا مجرّد جزءٍ من القائمة.
باختصارٍ: إذا نظرنا إلى الخروج من مصر نظرةً قانونية عصرية، يبدو أنّ الإسرائيليين يدينون بمبالغ طائلة لمصر.
وقبل أن تنعت إسرائيل الجَمَل باللاسامية، يجدر العِلم أنه لا يدّعي على إسرائيل وحدها. فوفق مقالته، على تركيا أن تدفع تعويضات لمصر على الاحتلال وقت الإمبراطورية العثمانية، فيما يجب أن يدفع الفرنسيون تعويضات عن غزو نابليون، والإنجليز عن الاستعمار.
هل هذا الصحفي جادّ في مطالبته محاكمة نصف العالم الحديث؟ من الصعب التحقّق، لكنه يعلم حتمًا أنّ احتمال موافقة أحد على كتابة دعوى كهذه ضئيلٌ جدًّا. مع ذلك، فهو واثق من أنه “لا شيء لدينا لنخسره”، ناصحًا السلطات المصرية برفع الدعاوى ضدّ نتنياهو، أردوغان، وكاميرون.