نشرت صحيفة “ميل أونلاين” البريطانية تقريرا موسعا عن المجهود العسكري الذي تبذله إسرائيل بهدف تقديم المساعدة الطبية لجرحى سوريين على الحدود مع سوريا، التي تعاني من حرب أهلية منذ عام 2011. وتمكنت الصحيفة من مرافقة العمليات الميدانية التي تقوم بها إسرائيل بهذا الصدد عبر مراسل لها، باحثة في الجوانب الأخلاقية والاستراتيجية المتعلقة بهذه العمليات، والدوافع الإسرائيلية، تحت عنوان “ينقذون عدوهم اللدود”.
وقال مراسل الصحيفة، جيك واليس سيمونس، والذي انضم إلى قوة خاصة نقلت جريحا من الجانب السوري إلى إسرائيل، إن تقديم العلاج للجرحى يتم بسرية تامة خشية من إثارة الغضب لدى المعارضين لهذه السياسة التي ينتهجها الجيش الإسرائيلي، وعلى رأسهم دروز هضبة الجولان وشمال إسرائيل، الذين هاجموا في وقت سابق سيارة اسعاف نقلت جرحى سوريين بادعاء أنها تنقل مقاتلين من جبهة النصرة التي تقاتل أبناء الطائفة الدرزية في سوريا.
وأشار المراسل إلى أن الجرحى الذين ينقلون إلى إسرائيل هم مسلحون إسلاميون، دون ذكر الجهة التي ينتمون إليها، وذلك حسب طلب الجيش، قائلا إن التنسيق بين الطرفين، أي كيف يعرف الجيش الإسرائيلي بوصول الجريح إلى الحدود ومن ثم يعيده وتكون هنالك سيارة في انتظاره، غير واضح.
ويورد المراسل في التقرير أن المجهود الإسرائيلي، حسب الرواية الإسرائيلية، ينطوي في خانة المساعدات الإنسانية التي تقدمها إسرائيل في العالم وليس فقط لسوريا. ووفق ما قال أحد الضباط الإسرائيليين، من الذين تحدثوا مع المراسل، فإن إسرائيل تهدف إلى بناء علاقة طيبة مع السوريين عبر تقدم العلاج الطبي لمن يصل إلى حدودها.
وقال ضابط آخر إن المساعدات الإنسانية تهدف أيضا إلى ضمان الهدوء في الجبهة الشمالية، لأن هذه الخدمات تؤثر في حسابات التنظيمات المسلحة التي تسيطر على المناطق المحاذية للحدود الإسرائيلية – السورية، والتي لا تريد أن تخسر هذه الخدمات الطبية جرّاء الاعتداء على إسرائيل.
لكن التقرير يورد آراء خبراء يقترحون أن إسرائيل لا تقدم مساعدات “مجانية”، خاصة أن المساعدات تذهب معظمها إلى جرحى ينتمون إلى المعارضة السورية. ويقترح بعضهم أن إسرائيل تستفيد استخباراتيا من هؤلاء، وكذلك هي تقوي الجهة التي تحارب منظمة حزب الله اللبنانية التي تقف إلى جانب الرئيس بشار الأسد، وتكن لإسرائيل عداء شديدا. ويقترح خبير آخر أن إسرائيل تقوم بهذا المجهود الإنساني من أجل تحسين صورتها عالميا، أنها دولة أخلاقية.
وجاء في التقرير أن إسرائيل أنقذت في السنوات الثلاث الأخيرة أكثر من 2000 سوري، معظمهم من رجال المقاتلين.