صارعت دافنا مئير، التي قُتلت أمس (الأحد) في عتنائيل أمام منزلها، الطاعن حتى اللحظة الأخيرة، حتى بعد الطعن، بينما كان أطفالها الثلاثة في المنزل معها. فطلبتْ ابنتها التي شاهدت الحادث المساعدة، ولكن محاولات الإحياء فشلت فأعلِن عن وفاتها فورا، وكل هذا أمام ثلاثة من أطفالها. ومن ثم نجح الإرهابي الطاعن بالفرار، واستمرّت مطاردته خلال الليل وفي هذه الساعات فعليا.
تركت دافنا مئير خلفها ستّة أيتام، أربعة منهم هم أطفالها البيولوجيين، واثنان آخران تبنّتهما وربّتهما كما لو كانا طفليها. عملت ممرضة، ومعالجة بالطبّ الطبيعي، وساعدت النساء اللواتي سعينَ إلى أن تصبحن حوامل.
ومنذ وفاتها لم يكفّ معارفها عن الحديث عنها وإلى أي مدى كانت امرأة فريدة، محبّة ومعطاءة، أرادت تقديم المساعدة والعطاء فقط لكل من يحتاجهما.
قال د. أحمد ناصر، وهو طبيب مختص عمل مع مئير في قسم جراحة الأعصاب في سوروكا وكان صديقها المقرّب، لصحيفة “يديعوت أحرونوت”: “كانت دافنا إنسانة فريدة وكانت بيننا علاقة مميزة. لقد ساعدتني دائما، رافقتني، ودعمتني. كانت أفضل صديقة لي في القسم رغم وجود الخلافات بيننا. أنا حزين لوفاتها. لا أصدّق أنني فقدتُ صديقة غالية جدا. سأشتاق إليها مدى الحياة”.
يمكننا أن نتعرف على طابع دافنا مئير الفريد من خلال صلاة كتبتها، عندما حصلت على الرخصة لإعطاء الأدوية:
“فلتكن مشيئتك، يا خالق العالم ومدبّره بالنعمة والرحمة وأن تُنعم عليّ بتوزيع الأدوية لأبناء شعبك في إسرائيل المحتاجين للخلاص، وأيضا لأبناء الشعوب الأخرى الخاضعين للعلاج ولرُسُلك المخلصين الذين يؤدون عملهم المقدّس نهارا وليلا، في أيام السبت والأعياد، بلا كلل… امنحني أرجوك أن أعمل دائما انطلاقا من التواضع، أن أتعلم وأعلّم الآخرين عن النجاح والفشل في توزيع الأدوية. امنحني أرجوك أن أعطي الأدوية للمرضى وأنا أتمتع بصحة جيّدة وأن أشكرك لأنّني لا أتناولها بنفسي. امنحني أرجوك أن أتعلم كيف أتعاطف، وأنا أتمتع بصحة جيدة، مع معاناة المرضى وأن أساعدهم بكل قدرتي بواسطة الأدوات التي تمنحني إياها في كل يوم وكل ساعة. آمين”.
وقبل عدة أسابيع، في ذروة موجة العمليات الحالية، كتبت دافنا مئير عامودا في صحيفة المستوطنة، شاركت فيه مخاوفها من الإرهاب، وقلقها على أطفالها وزوجها. “أشعر أحيانا بشعور لعبة الروليت الروسية”، كما كتبت. وشاركت في العامود أيضًا كيف أن لحظات الرضا في عملها كممرضة تساعدها على اجتياز هذه الفترة الصعبة، وشكرت المتطوّعين ورجال الأمن الذين يدافعون عنهم.