“طفلة في الثامنة تجلس مع صديقتها في الغرفة. كلتاهما تجلسان قريبا من شاشة الحاسوب، من دون أن تثيرا شكوك الأم. ولكن في اليوم التالي تلقّت الأم محادثة هاتفية. كانت عبر الهاتف والدة الصديقة التي أعلمتها أنّ طفلتيهما تشاهدان أفلاما إباحية”، هكذا عرضت صباح اليوم صحيفة “يديعوت أحرونوت” تقريرها الأكثر إثارة للصدمة عن “إباحية الأطفال”.
وقالت والدة الصديقة إنّها شاهدت ابنتها تجلس قرب الحاسوب وأصرّت على أن ترى ماذا تشاهد. فاكتشفت أنّ ابنتها تشاهد أفلامًا إباحية. عندما سألتها كيف وصلت إلى هذه الأفلام فأخبرتها ابنتها أنّها شاهدتها عند صديقتها وأنّهما شاهدتا هذه الأفلام معًا.
اتصلت الأم القلقة بالخطّ الساخن لجمعية تعمل على رفع الوعي بخصوص التصفّح الحكيم والآمن في الشبكة – من أجل الحصول على الاستشارة. “فهمتُ أنّه يحظر عليّ أن أكون غاضبة رغم أنّ ذلك كان صعبًا. قلتُ لابنتي إنني نظرت في الحاسوب وقفز أمامي شيء غريب. رأيتُ أفلاما ليس مرغوبا فيها. والحديث عن أفلام رديئة. مرّت أربع ساعات حتى أخبرتني ابنتي بكل الحقيقة: قبل عام، عرضت عليها صديقتها جاءت لزيارتنا هذه الأفلام، ومنذ ذلك الحين وهي تتصفّح مواقع إباحية. تفاجأتُ عندما تفحصتُ إلى سجلّ تاريخ الحاسوب … شعرتُ شعورا سيئا”، كما قالت الأم للمراسل.
استمرت الأم بالاهتمام بابنتها قائلة لها إنّه يُحظر عليها من الآن مشاهدة هذه الأفلام وموضحة إلى أي مدى تشوّه هذه الأفلام الواقع. “في يوم ما رأيْنا معًا إعلانًا في التلفزيون. قلتُ لها، “انظري كيف يستخدمون جسد المرأة استخداما سلبيًّا”، فقالت الابنة: “صحيح يا أمي، ولكن أتعلمين، إنني أشتاق إلى تلك الأفلام. أفتقدها”، تقول الأم.
وفقًا لبيانات مجلس رعاية الطفل في إسرائيل، فإن 83% من الأطفال فوق سنّ الثامنة بحوزتهم هاتف ذكي. وظهر في استطلاعات نُشرت في السنوات الأخيرة، أنّ أكثر من 80% ممّن هم في سنّ 14 حتى 18، وأكثر من 60% من الأطفال تحت سنّ 13، يتصفّحون المواقع الإباحية، وغالبيّتهم بواسطة الهواتف المحمولة.
يصل إلى الجهات المختصة في السنوات الأخيرة المزيد والمزيد من التوجهات من الأهالي القلقين لتعرض أطفالهم إلى محتويات جنسية. والآن، على ضوء هذه النتائج المقلقة، تدعم الكثير من الجمعيات التربية الجنسية السليمة، النضال الشديد ضدّ هذه الظاهرة، وتطلب من الأهالي والدولة فرض الرقابة وانتقاء المحتويات من أجل حماية الأطفال.
في كل عام يتوجّه إلى هذه الجمعيات المزيد والمزيد من أهالي الأطفال في سنّ السادسة بل وحتى في الروضة، بعد أن تضرروا من المحتويات في الإنترنت. ولا يدور الحديث عن العريّ أو الإثارة الجنسية، وإنما عن فئات من الانحرافات الجنسية. قد يكون الحديث عن الجنس العنيف، السادية والمازوخية ومصارعة إباحية لنساء – والتي لا يعلم حتى الشخص العادي بوجودها.
إحدى الحالات الصادمة التي وُثقَت في التقرير كانت قصة أحد مديري هذه الجمعيات لحماية الأطفال من المحتويات المؤذية، والتي روى فيها كيف ذهب إلى إحدى المدارس ليلقي محاضرة في الصف الثاني. فأخبره أحد أعضاء الكادر أنّه في صباح ذلك اليوم قد حضر أحد الأطفال إلى الصفّ وبدأ يقلب الطاولات. وقد أخبر الطفل المستشارة أنّه حلمَ أحلاما سيّئة في المساء بعد أن شاهد مقطع فيديو لحيوانات تفعل أمورًا سيّئة للبشر. وعندما حاولت أن تفحص أقواله فحصا أكثر تعميقا، أدركت أنّه تعرّض إلى مقطع فيديو إباحي لعلاقات جنسية مع حيوانات.
وتكمن المشكلة أن الإنترنت أصبح متاحًا جدّا. لدى الأطفال في الصفّ الثاني هواتف محمولة وهم يعرفون كيف يستخدمونها. من أجل الوصول إلى الأفلام الإباحية ليست هناك حاجة إلى كتابة كلمات صريحة. تظهر المحتويات الجنسية أيضًا تحت غطاء كلمات بحث بريئة. إن التعرّض الفردي لتلك المحتويات لا يؤدي إلى أبعاد على المدى البعيد، ولذلك فالتواصل المستمر بين الأولاد والأهل مهمّ. أما التعرّض المستمر فيؤثر على الطريقة التي ينظر فيها الأطفال الصغار إلى الجنس، الزوجية، الموقف تجاه المرأة، والعنف ضدّ المرأة.