صادقت الحكومة أمس بالإجماع على تعيين يوسي كوهين مستشارًا للأمن القومي ورئيسًا لمجلس الأمن القومي. ويُعدّ هذا المنصب أحد المناصب الرفيعة والرئيسية في دولة إسرائيل. وشغل يوسي كوهين حتى الآن منصب نائب رئيس الموساد، وقام بأعمال رئيس الموساد تمير فريدو.
كوهين، البالغ من العمر 52 عامًا، من مواليد القدس، متزوج وأب لأربعة أولاد، وله خبرة 30 عامًا في مناصب مختلفة في الموساد – منها الميدانية ومنها الإدارية. يُعتبر كوهين ذا خبرة في الحلبة الدولية، وكذلك الجهازَين الأمني والسياسي في إسرائيل.
في الأيام الأخيرة، وبعد إعلان مكتب رئيس الحكومة، بدأ النقاب يُكشف عن تفاصيل جديدة تتعلق بكوهين، الذي بقيت هويته سرًّا حتى اليوم، مثَله مثل باقي رجال الموساد. وكشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أنّ التحدي الأكبر، بين كل التحديات التي واجهت كوهين خلال خدمته الطويلة في الموساد، كان في بيته الخاصّ. فقد وُلد يوناتان، أحد أبناء كوهين، بصعوبة في الشهر السابع من الحمل. لذلك، يُعاني من شلل دماغي يعيقه عن المشي، القراءة، والكتابة. لكنّ الصحيفة تكشف أنّ يوناتان يتمتّع، كما يبدو، بطابع شبيه بذاك الذي لوالده. وقد اختار التغلب على الصعوبات، وتعلم الهنغارية، الإنجليزية، والألمانية. وحين تجنّد كل أصدقائه للجيش، أصرّ يوناتان على التجنّد رغم عجزه.
وبعد أن بدأ خدمته تحت قيادة ضابط التربية الرئيسي، نجح يوناتان في بلوغ دورة الضبّاط. وكخريج متفوق للدورة، عُيّن يوناتان في الوحدة 8200، وحدة النخبة في الاستخبارات. يعمل يوناتان قائدًا لطاقم يتابع تقارير الإعلام الدولي، كما يلقي محاضرات للشبيبة حول كيفية التغلّب على الصعوبات.
ونقلت صحيفة “هآرتس” أنّ موظفين بارزين عملوا مع كوهين في السنوات الأخيرة أثنَوا على علاقاته الإنسانية وقدراته التنظيمية، لكنهم دُهشوا لتعيينه. وقدّرت الصحيفة أنّ تعيين كوهين في هذا المنصب يهدف إلى تجهيزه ليُعيَّن رئيسًا للموساد بعد سنتَين، عند انتهاء ولاية باردو.
وشغلَ منصب مستشار الأمن القومي، الذي يترأس أيضًا مجلس الأمن القومي في مكتب رئيس الحكومة، 8 أشخاص مختلفين في السنوات الأربع عشرة الأخيرة، إذ لم تبلغ ولاية أي منهم أكثر من عامَين ونصف.
وهنّأ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو كوهين، قائلًا إنه “ذو خلفية ومواهب فريدة، تجعله الأجدر بهذا المنصب الهامّ. لقد خدم كوهين دولة إسرائيل بنجاح كبير طوال العقود الثلاثة الماضية في وظائف ميدانية وإدارية في الموساد. وهو على دراية تامّة بالشؤون الأمنية وشؤون دولية هامّة”.
وكما ذُكر آنفًا، شغل كوهين في السنتَين الماضيتَين منصب نائب رئيس الموساد، والقائم بأعماله. وسيبدأ كوهين بشغل منصبه الجديد في الأشهر القادمة بعد أن يتقاطع عمله في الأسابيع القادمة مع مستشار الأمن القومي ورئيس مجلس الأمن القومي الحالي، اللواء (في الاحتياط) يعقوب عميدرور، الذي يتمتع بمكانة راقية. فعلى الرغم من خلفيته السابقة ومواقفه اليمينية في الماضي (عارض اتفاقيات أوسلو وخطة الانفصال)، يُقال إنه، في وظيفته كمستشار للأمن القومي، أبدى اعتدالا سياسيا كبيرًا. حتى إنه حظي بثقة كبيرة من قبل الإدارة الأمريكية، التي تشكّك أحيانًا في نتنياهو والمقرّبين منه.
وكان عميدرور قد شارك أيضًا، بالتعاون مع الأمريكيين، في اتصالات المصالحة مع تركيا، التي مُنيت بفشل ذريع، وفقًا لتصريحات أردوغان الأخيرة.
كذلك، قاد عميدرور التنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة في الشأن الإيراني. لذلك، كان مُقرَّبًا جدًّا من رئيس مجلس الأمن القومي الأمريكي، توم دونيلون، وبنى علاقات وثيقة بنظراء آخرين له في العالَم.