إن شوكولاته “كيندر”، المصنعة من قبل شركة الشوكولاته الإيطالية “فريرو”، هي إحدى العلامات التجارية المعروفة والمحبوبة في أوروبا والعالم. تُعتبر أصابع الشوكولاته، المحشوة بالقشدة والشوكولاته البيضاء، من الحلويات المُفضلة على قلوب الأطفال.
ظهرت، لسنوات طويلة، على علبة الشوكولاته صورة طفل وهو يبتسم وتبرز أسنانه البيضاء والسليمة (هذا جزء من محاولة الشركة لوسم المُنتَج بأنه غني بالكالسيوم). يُمكن، من خلال رؤية الطفل، التخمين أنه من إحدى مدن وسط شمال أوروبا: شعره فاتح اللون، بشرته بيضاء، وعيناه زرقاوان.
في الآونة الأخيرة، أصبح المُنتج مُسوّق في ألمانيا، بعبوات جديدة، يظهر عليها نجوم كرة قدم ألمان، من أعراق مُختلفة، وهذا بمناسبة بطولة أوروبا لكرة القدم التي ستُجرى في الشهر القادم. يظهر من بين الأطفال طفل ذو ملامح أفريقية، طفل ذو ملامح عربية، وأطفال ذوو بشرة وشعر فاتحي اللون. ويجدر الذكر أن جميعهم مواطنين ألمان ويلعبون في مُنتخب كرة القدم الألماني.
ولكن حركة اليمين الأوروبي المُتطرفة، “بيغيدا” (اختصار باللغة الألمانية لـ “الحركة الوطنية الأوروبية لمناهضة أسلمة الغرب”)، المعروفة بعدائها للمسلمين والمهاجرين، لم يُعجبها ذلك التغيير. كُتب في منشور على صفحة الفيس بوك الخاصة بالحركة: “إنهم لا يتوقفون أبدًا… هل حقًا يُمكن شراء الشوكولاته هكذا أو أنها نكتة؟”. حظي المنشور الأساسي بنحو 14,000 لايك، قبل حذفه.
https://www.facebook.com/kinderschokolade.DE/videos/1601435773502350/
لم تتأخر الردود على المنشور العنصري بالمجيء. كان من بين المُتصفحين أولئك الذين لم “يوفروا” على كاتبي المنشور كيل الشتائم، وأوضحوا للشركة الألمانية أن مصدر هذه الشوكولاته هو إيطالي أساسًا، وأن مصدر حبوب الكاكاو، التي يستخدمونها، هو من أفريقيا وأمريكا الجنوبية وأن ملامح الأطفال فيهما ليست شقراء ولا عيونهم زرقاء.
وعلّقت شركة الشوكولاته الإيطالية فيريرو على الموضوع أيضًا قائلة: “نحن في شركة فيريرو نُريد أن نبتعد عن أي شكل من أشكال كراهية الأجانب والتمييز ضدهم. لا نقبل ولا نسمح بأي من هذه التوجهات أيضًا من قبل مُتصفحينا على صفحتنا في الفيس بوك”.