يبدو الوضع في غاية العسر بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عندما نتحدث عن مهارات الإنجليزية. تقع غالبية بلدان المنطقة في أسفل قائمة الإلمام باللغة الإنجليزية، بحسب تقرير نشرته مجلة Education First. تقع قطر، الكويت، الجزائر، السعودية وليبيا في الجزء السفلي من القائمة، ومستوى المهارات في جميعها “متدنّ جدّا” في الإنجليزية. في المقابل، فإنّ الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي توجد فيها مهارات عالية – ولا تزال “متدنية” – في الإنجليزية هي الإمارات العربية المتحدة، ويعتبر نحو نصف عدد سكانها كمجيدين للغة الإنجليزية.
إنّ مهارات الإنجليزية المتدنية في الشرق الأوسط ليست مفاجئة عندما نكتشف معطى آخر يظهر في التقرير: هناك علاقة قوية بين نسبة إجادة الإنجليزية في دولة معيّنة في العالم وبين الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد، جودة الحياة، الاتصال بالإنترنت ومجموعة أخرى من المؤشرات الأخرى في تلك الدولة – وهي مؤشرات معروفة بنسبتها المتدنّية في الشرق الأوسط. بالإضافة إلى ذلك، يُظهر التقرير أنّ الشرق الأوسط هو المنطقة الوحيدة في العالم التي تعاني من هبوط في مهارات الإلمام باللغة الإنجليزية.
ويقول معدّو التقرير صحيح أن العديد من البلدان في المنطقة، يستثمر في الطلاب أكثر من دول مماثلة في آسيا، إلا أنّ هذا الاستثمار لا يُولّد نتائج أفضل. لا تعمل المدارس في هذه المنطقة بشكل صحيح، ومن ثمّ يحتل أبناء وبنات الشرق الأوسط موقعا أقلّ بكثير من المتوسط العالمي لمهارات الإنجليزية.
إنّ المهارات المتدنية في الإنجليزية تقرّر فحسب، بل تزيد، معدّلات البطالة المرتفعة في الشرق الأوسط. وأظهر استطلاع أجري في أوساط بعض أصحاب العمل في المنطقة أنّهم يعتبرون فقط ثلث خرّيجي المدارس والجامعات كجاهزين لسوق العمل، حيث إنّ غياب الإنجليزية الجيّدة هو أحد الأسباب الرئيسية لذلك. بالإضافة إلى ذلك، ظهر أنّ الملمّين بالإنجليزية في الشرق الأوسط يكسبون ثلاثة أضعاف ما يكسبه أولئك الذين لا يملكون مهارات كافية في تلك اللغة.
ويُحبط الطلاب المصريون الذين يأملون الدراسة في تركيا – والتي تُقام فيها الدروس في معظمها بالإنجليزية – في كثير من الأحيان من مهارات الإنجليزية المتدنّية لديهم. يحصل السعوديون الذين يرغبون بالدراسة في الولايات المتحدة أو بريطانيا على ما يصل إلى 18 شهرا من أجل دراسة اللغة قبل الأنشطة الأكاديمية، ولكن الأمر يتطلّب عادة المزيد من الوقت من أجل أن تصل مهاراتهم بالإنجليزية إلى المستوى المطلوب بالنسبة للدراسات العليا خارج السعودية. ويمنح النظام السعودي منحًا عديدة للطلاب كي يستطيعوا دراسة الإنجليزية خارج البلاد، وكذلك الكويت. في بلدان أخرى في المنطقة، والتي تمتلك قدرة أقلّ على إرسال طلابها إلى الخارج، فالمفتاح هو البرامج الداخلية في البلاد. افتُتحت في الجزائر، على سبيل المثال، في السنة الماضية برامج لتحسين تدريب معلّمي الإنجليزية. في لبنان والأردن تم إطلاق مشاريع لتحسين الإنجليزية في أوساط اللاجئين السوريين الكثر الذين يملأون هذين البلدين.
نُشرت هذه المقالة للمرة الأولى في موقع ميدل نيوز