تحدث والد الشاب من قلنسوة الذي سافر إلى سوريا للانضمام للثوار، يوسف نصر الله، البارحة لوسائل الإعلام الإسرائيلية عن المحن والمصاعب التي مرّ بها ابنه في سوريا. نصر الله، البالغ 21 ربيعا، اعتُقل قبل ثلاثة أسابيع على الحدود مع الأردن، بعدما سافر في شهر نيسان الماضي إلى سوريا.
بحسب أقوال الوالد، كان ينتظر ابنه في عمان يوم اعتقاله. “في اللحظة التي أدركنا فيها بأن الجهود الفلسطينية لإخلاء سبيله نجحت، خرجت إلى عمان وهو وصل بالطيارة من دمشق. لا شك أن أبو مازن، بفضل اتصالاته وأجهزته الأمنية ساعد في إخلاء سبيله”. وأضاف الوالد أنه في اللحظة التي وصل هو وابنه عند معبر نهر الأردن تم اعتقال الابن ليخضع للاستجواب في مراكز الشاباك.
وتحدث الوالد عن الفترة التي قضاها ابنه في سوريا قائلا: “تأملت أن يحظى بمعاملة أفضل، لقد كان وكأنه في الجحيم، وبحسب ما أخبرني فإنه لم يكن بعيدا عن الموت الحقيقي. كل يوم، كانوا يجدون جثة أو اثنتين في الغرفة التي كان محتجزا فيها، وأحيانا كانوا يقفون طوال الليل إلى جانب هذه الجثث”. وأضاف الوالد قائلا إن ابنه عاد غير سليم نفسيا جراء ما تعرض له من التعذيب.
“لقد أخبرني عن الوجبات التي كانوا يقدمونها لهم، كيس من الورق في داخله خبز ودلو مليء بالزيتون، هذه هي الوجبات. ومن لم يبق له نصيب من الوجبة كان ينتظر لليوم التالي حتى يأكل. كانوا يبقون أحيانا أياما بلا طعام. أما الأكياس فلم يكونوا يرمونها، وكانوا يستعملونها لتغطية البطن أو الأرجل من البرد القارس داخل الغرفة”.
بحسب الشاباك، اعترف نصر الله في الاستجواب أنه ذهب من الأردن وعبر إلى سوريا من هناك لكي ينضم لأحد تنظيمات الجهاد في سوريا لمحاربة نظام الرئيس الأسد. ووفقا للائحة الاتهام المقدمة ضد الشاب، كان قد خطط أن ينضم لجبهة النصرة، تنظيم الدولة الإسلامية، أو “الجيش السوري الحر”. وورد في لائحة الاتهام: “تمنى المتهم أن يُقتَل خلال محاربته للنظام، على خلفية إيمانه الديني بأن الشهيد مصيره الجنة”.
بالإضافة إلى ذلك، جاء في لائحة الاتهام أن نصر الله اعتُقل مِن قِبَل قوات الأمن السورية بعد عدة ساعات من عبوره الحدود السورية، وهناك تم استجوابه عن إسرائيل فترة طويلة، وتم تعذيبه مِن قِبَل مستجوبين محليين. وضمن ما ورد في لائحة الاتهام، جاء أن نصر الله أعطى معلومات قسرا عن إسرائيل بخصوص مكان قاعدة عسكرية، وعن طريقة الدخول إلى إسرائيل من مناطق السلطة الفلسطينية، وعن طريقة وصوله من إسرائيل إلى سوريا. وقد حاول المستجوبون، كما جاء في لائحة الاتهام، أن يعرفوا في أي مستشفيات تعالج إسرائيل جرحى من الثوار السوريين، لكن نصر الله لم تكن له خلفية حول هذا الموضوع. وقد تم إخلاء سبيله بعد ثمانية أشهر، واعتُقل على الحدود الإسرائيلية.
ووفق ما وصلنا من خلال ما تحدث به محامي الشاب أنّه تم احتجاز نصر الله في ظروف صعبة للغاية، وكان الشاب في ضائقة نفسية. حسب أقواله، تم استجوابه بادعاء أنه جاسوس إسرائيلي، لذلك قاموا بتعذيبه أشد العذاب، وقاموا باستجوابه حول الأجهزة الأمنية في إسرائيل. وحسب أقوال المتهم، كان مُجبَرًا على النوم واقفا، برفقة 100 معتقل آخر في نفس الغرفة، وكان الطعام الذي يأتون به إليهم قليلا جدا. وصف نصر الله أيضا، بحسب أقوال محامي الدفاع، كيف أنه اضطر للبقاء خلال ساعات كثيرة مربوط اليدين إلى السقف، وكيف أنه بقي خلال أيام عديدة في غرفة مليئة بالجثث. وبحسب محامي الدفاع، تعي إسرائيل أنه لا نتحدث هنا عن حادثة أخرى فيها يخطط شاب عربي إسرائيلي للانضمام لداعش أو لتنظيمات أخرى تحت سلطة القاعدة، وأنه حالا بعد اعتقال الشاب في إسرائيل تم اقتياده لإجراء فحص نفسي.