تبرع الإسرائيليون حتّى الآن بأكثر من نصف مليون دولار لمساعدة اللاجئين في سوريا، اليونان، وأوروبا، ونُقِلت كميات هائلة من المعدات إلى سوريا والأردن. ظهر عدد كبير من مبادرات مدنية في إسرائيل في السنوات الماضية لمساعدة السوريين، من بينها مبادرة المنظمة الإسرائيلية “السوريون جيراننا.. الجار للجار” (Just Beyond our Border)، وهي مبادرة تهدف إلى نقل المعدات والمال لشراء معدات للاجئين والنازحين في داخل سوريا؛ وتُسمع صلوات جماعية من أجل السوريين. كذلك، هناك ما لا يقل عن خمس منظمات مساعدة، تتضمن متطوعين إسرائيليين كثيرين، تعمل من أجل اللاجئين حول العالم.
أحد الشبيبة الذي تجند من أجل اللاجئين السوريين هو بيني وعمره 17 عاما. في شهر كانون الأول الماضي، بعد أن شاهد صور السوريين الفظيعة، تجند لجمع التبرعات والمعدات من أجل الأطفال السوريين الذين وراء الحدود. ذُهلنا جميعا عند مشاهدة الصور الواردة من سوريا. شعرنا أنه لا يمكننا الجلوس مكتوفي الأيدي. تبرع والدي بسيارتنا العائلية من أجل السفريات، وأصبح منزلنا مخزنا للمعدات التي نجمعها. جمعنا نحو 2500 دولار. تبرعنا بكل ما جمعناه من أجل منظمات مثل منظمة “السوريون جيراننا.. الجار للجار”، ونقلنا معدات إلى المركز الطبي زيف الذي يمكث فيه جرحى سوريّون، ومن بينهم أطفال “.
“أبناء مدينتك ليسوا ذوي حق الأفضلية دائمًا”، يوضح بيني قائلا: “هنا في إسرائيل تعمل حكومة، مؤسّسات الرفاه، ولكن في سوريا لا تعمل أية مؤسسة من أجل المواطنين. يموت الأشخاص في سوريا يوميا. لا يمكن المقارنة أبدا”. وأضاف “ترعرعنا على أن السوريين هم عدو، وبعد تطوعي فهمت مدى أهمية أن نعمل من أجلهم، بل على العكس، علينا أن نساعدهم لأنهم كانوا أعداؤنا”.
سمعت روني، شيرا، ويردين وهن فتيات عمرهن 17 عاما من شمال إسرائيل، في المدرسة عن الحرب التي تدور رحاها في سوريا، فقررن الانضمام إلى الجهود من أجل السوريين. قررن الانتقال بين الصفوف في المدرسة، وزعن مُغلَّفات لجمع التبرعات وأعلنّ أن كل تبرع يحظى باحترام وتقدير. فنجحن في جمع أكثر من 3000 دولار وتبرعن به لمنظمة خيرية.
أقامت حركة الشبان الإسرائيلية “الشبيبة العاملة والمتعلمة” ثلاث مرات في السنوات الأربع الماضية حملة جمع معدات للنازحين السوريين. في نهاية حملة التبرعات الماضية، جُمع نحو 100 طن من المعدات. يعتقد الناطق باسم الحركة أن استجابة الجمهور الكبيرة لثلاثة أسباب رئيسية: “السبب الأول هو المجتمع العربي الإسرائيلي. لاحظنا في كل حملات التبرعات أن المواطنين العرب اشتروا معدات بكميات كبيرة ونقلوها عبرنا. فهم جديرون بالاحترام. السبب الثاني هو القرب الجغرافي. من الصعب تجاهل حقيقة أن الحرب تدور رحاها في الجانب الثاني من الحدود المشتركة. السبب الثالث هو تاريخ الشعب اليهودي. لسنا قادرين على الوقوف جانبا عند رؤية هذه المشاهد”.
قال أحد الشبان من حركة شبابية شارك في حملة جمع التبرعات، عمره 16 عاما: “صنفنا الملابس، أزلنا اللاصقات عنها لإخفاء مكان الإنتاج، وضعناها في حزم، وأرسلناها إلى سوريا. شعرت أنني أشارك في عمل هام، عمل يقدس الحياة، ويساعد الأشخاص الذين يجتازون الفظائع”.