عندما نرى متسوّلا في الشارع يحمل لافتة “لا أحد في أي وقت يكون أفقر من أن يُعطي”، نفترض فورا أنّه يطلب أن يعطوه المال. ولكن ماذا يحدث عندما تنقلب العجلة، ويحاول نفس الشخص إعطاء المال للناس الآخرين؟
سعى فنّان ترفيهي اسمه يوسف أركيت إلى القيام بتجربة اجتماعية، حيث ارتدى ملابس مشرّد، وجلس في الشارع مع لافتة. في البداية مرّ الناس أمامه وتجاهلوه، وعندما ناداهم ولفت انتباههم، استمرّ معظمهم في المشي سريعًا زاعمين أنّهم “ليس معهم مال نقدًا”.
وحينها فاجأ أركيت المارّة وقال لهم بأنّه لا يريد أن يأخذ منهم المال، ولكن أن يعطيهم، وحاول إعطاءهم دولارًا بيدهم. لقد أوضح فورًا: أريد أن أعطي، يجعلني ذلك أشعر بأنّني أغنى.
كانت ردود الفعل على بادرة حُسن النيّة هذه مفاجئة جدّا. معظم الناس في المقطع ليس فقط أنّهم يرفضون أخذ المال، وإنما يشتمون أركيت بشكل صريح، بل إنّ بعضهم ألقى تجاهه المال وقال: “هل أبدو أنني بحاجة إلى مالك”؟ بل وإنّ أحدهم “تجاوز” وصرخ قائلا: “أستطيع أن أشتريك، اللعنة”.
ومع ذلك، من الجدير ذكره أنّ ردود فعل النساء على بادرة حُسن النيّة هذه كانت أكثر لطفا، بل إنّ إحداهنّ تأثّرت من البادرة، وتوجّهت إليه بابتسامة وطلبت مع ذلك أن تعطيه المال. وقد أعاد لها المال بالطبع فورا، وأوضح أنّها تجربة وقام بعناقها.
نجح الفيلم، الذي رفعه للشبكة أمس فقط، في الحصول على نحو مليون مشاهدة، وحظي بآلاف المشاركات والإعجابات في الشبكات الاجتماعية، وخصوصا التعليقات المؤيّدة، التي وافقت على الرسالة: نحن كمجتمع نحتاج أن نتعلّم أن نعطي وأن نأخذ، دون أن نستعلي على أيّ أحد.
شاهدوا مقطع الفيديو ومجموعة متنوعة من التعليقات الغريبة: