“هي في الأصل فنانة، وليست تاجرة سلاح”، كما يقول أحد أفراد أسرة الشابة التي قُدّمت ضدّها في الأيام الأخيرة لائحة اتّهام في إطار إحدى قضايا التجارة بالسلاح الأخطر في السنوات الأخيرة في إسرائيل. في أعقاب تحقيق سري للشرطة بدأ قبل نحو شهرين اعتُقل 18 مشتبها بهم وأدين تسعة مجرمين من الوسط العربي والبدوي بتهمة التجارة بالسلاح الذي سُرق من ثكنات الجيش الإسرائيلي.
كان أحد أولئك المجرمين على علاقة رومانسية مع المتهمة الشابة التي كانت متورطة في الفضيحة ووفقا للائحة الاتهام فقد خبّأت وسائل قتاليّة في غرفتها في مساكن الطلاب الجامعيين. إنها طالبة شابة شقراء وحلوة من كلية في جنوب إسرائيل، ليست شخصية تقليدية لمجرمة أبدا، وإنما شاعرة وناشطة اجتماعية. يقول أصدقاؤها إنهم صُدموا عندما رأوا رجال الشرطة يقتحمون غرفة الطالبة في مساكن الكلية.
“آراؤها مهيمنة جدا”، كما قال طالب سمعها تقرأ نصوصا وأشعارا كتبتها. “رؤيتها مختلفة عن الحياة، وهي مناهضة للمؤسسة الحاكمة”، وقال أحد أصدقائها في مساكن الطلبة: “إنها ليست فتاة عادية، هذا مؤكد. هي فتاة ذات قلب طيب، رغم صورتها الجامحة ظاهريا”. مؤخرا، حتى قبل ظهور رجال الشرطة في غرفة الطالبة، شهد أصدقاؤها في مساكن الطلبة أيضًا دراما على خلفية رومانسية تتعلق بها وبمتهم آخر في القضية.
بعد اعتقالها، رفضت الطالبة الاتصال بوالدتها. ولكن صلت الأم القلقة إلى مساكن الطلبة للبحث عن ابنتها. بعد ذلك فقط اتضح لها أنّ ابنتها معتقلة. يدعي أفراد أسرتها أنّ الفتاة لم تكن جزءا من شبكة التجارة بالسلاح. “لم تتلق مالا مقابل ذلك. لقد انجرت إلى ذلك انطلاقا من السذاجة والغباء”، بحسب زعمهم.
يعتقد أصدقاؤها أنها لم تكن مشاركة في هذه القضية أبدا. “يعتقد الجميع هنا أنّه قد تم اتهامها بهذه القضية زورا، لأنّه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون متورطة في القضية. إنها شابة في بداية حياتها”.
بدأت قصة الكشف عن هذه القضية الخطيرة صدفة. في البداية، حصلت الشرطة على معلومات عن صفقات مخدّرات كبيرة في الجنوب، تقرر في أعقابها تشغيل عميل سري، وبعد مرور زمن قصير اتضح أنّ المخدّرات تخفي وراءها جريمة أكبر – وهي التجارة بالسلاح العسكري المسروق. كان هناك جندي في الجيش الإسرائيلي عمل كسائق لضابط كبير في إحدى الثكنات العسكرية وهو من تاجر بالسلاح. تسلل الجندي إلى الثكنة وسرق منها “سلاحا بجودة جيدة جدا”، بحسب كلام مسؤول في الشرطة، والذي قام بتهريبه داخل سيارة قائده إلى خارج الثكنة بحيث لم يشتبه أحد به. اشترى عميل الشرطة السري من المتّهمين 14 عبوة ناسفة جاهزة للاستخدام وخمسة أسلحة رشاشة من نوع “كارل غوستاف” قبل محاكمتهم.